صفحة الكاتب : د . حسين القاصد

ترف أم ماذا ؟ 
د . حسين القاصد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعض مما نراه ونعيشه يوميا يدل على ترف حقيقي ، قد تحسدنا عليه اكثر الدول هدوءا واستقرارا ؛ بل قد يقول من يراه ان هذا الشعب يعيش حياة هادئة ، ولا ينقصه أي شيء سوى الأيدي العاملة لأنه يعاني شحة كبيرة في اغلب دوائره واسواقه  ، شحة موظفين او عمال.
نعم ، أنا اتكلم عن واقع حال اراه انا وتراه يوميا عزيزي القاريء؛ فمن منا دخل الى مستشفى ولم يجد عمالا بنغاليين، ومن منا ذهب للتبضع من أي محل بسيط _ صارت تسميته " اسواق" مؤخرا _ ولم يجد عاملا اواثنين وربما اكثر في هذا المحل الذي هو في حي شعبي ، تعاني شوارعه من الحفر والمطبات ، واذا رفع المواطن رأسه قليلا الى الاعلى يجد عنكبوتا كهربائيا بنى له بيوتا متشعبة بأمر من السيد صاحب المولدة  ( دام عزه وغناه في ظل غياب الكهرباء الوطنية).
إذن ، نحن في بلد يستورد عمالاً لأن جميع ابنائه لايسدون حاجة الدوائر الحكومية والاهلية ؛ ونحن في بلد يحتفل بعيد العمال العالمي كل عام لكنه يستورد عمالاً ، فأي ترف نعيشه ! وأية رفاهية . 
  بلد لم تعد خدمات دوائر الدولة تكفيه ، فعلى مستوى النقل ، وبعد ان تخلص المواطن البسيط من عبء اختناقات الطرق ايام نقاط التفتيش المعرقلة للحياة ، يبدو ان الـ"كراجات" التابعة لوزارة النقل ، لم تعد تتسع للباصات ، فصار في كل تقاطع كراج محمي من جماعة يسمونهم ( الهيأة) وبجوارهم مفرزة للشرطة الاتحادية ورجل مرور ، يقوم كل هؤلاء بتنظيم وقوف الباصات في كراجات         ( التقاطعات ) المستحدثة ! ، ولعل اغرب مايقوم به جماعة       ( الهيأة) هو نصب نقطة تفتيش امام كراج العلاوي ليأخذوا الجباية وغيرها!! ، وهو الأمر الذي يتسبب باختناق الطرق لكن هذه المرة لدواعي (الهيأة) وليس لدواعي أمنية. 
مؤلم جداً ما نمر به من ترف ، فبعد أن عجزت وزارة النقل عن تسهيل عملية نقل المواطنين ، ظهر "تكسي كريم " ليحرج تكسي بغداد ! . 
مؤلم جدا ترفنا المتناقض ، فلقد شاهدت بأم عيني استعراضا ترفيا غير مسبوق ، في حي شعبي لا يوجد فيه شارع صالح للمشي ، شاهدت مظهرا جديدا هو ان تصطحب السيدة الذاهبة الى السوق الشعبي معها خادمة اجنبية ، وكلتاهما تقطع طريق الذهاب والعودة مشيا على الأقدام . 
نسيت أن اخبركم او اطلب منكم ألا تصدقوا مايشاع عن انتشار الباعة المتجولين في التقاطعات ، وانتشار المتسولين والمتسولات ، لأنها شائعات مغرضة غايتها الاساءة لبلد تجد حتى في صالة عمليات اكبر المستشفيات  عمالا أجانب ، وهذا يتناقض مع ما يشاع حول انتشار البطالة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسين القاصد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/06/30



كتابة تعليق لموضوع : ترف أم ماذا ؟ 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net