صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

زيارة أمّ شهيد
علي حسين الخباز

 أمام بيت الشهيد أحمد كاظم هادي، اجتمع أصدقاء الميادين ليتفقدوا حال والدته، استقبلتهم الأم استقبالاً حاراً، مكللاً بالدمع والصلوات، وسألتهم عن أحوالهم واحداً واحداً، وبدأ الجميع يصغي لوجيب قلب أم شهيد:ـ كان ابني احمد ودودا يحب الناس، ولديه يقين عالٍ بالتضحية.
 وهي تتحدث، كنا نرى فيها صديقنا أحمد (رحمه الله)، وأكيد هو موجود في قلبها وروحها، المسألة الى الآن لا شيء خارج منطق المألوف، لكن في نهاية الزيارة، سألناها أحدنا:ـ عمة، هل تريدين منا شيئاً، اطلبي ما تردين، فكلنا احمد؟
 قالت: نعم، انا كنت انتظر منكم هذا السؤال، لأقول لكم: إن وصية ابني احمد كان يريد مني ان افتخر حين يلف بالعلم العراقي، ويأتيني شهيدا، وانا اريد منكم ان تهبوني هذه الفرصة، ان اقف على الأرض التي استشهد فيها ابني، وان امر بجميع المناطق التي قاتل فيها، اريد ان ازور النباعي وسامراء ومنطقة الملابسة والحويش التي استشهد فيها ابني، أريد أن اقابل نساء الحويش، أن أقول لهم: طوبى لكم بهذا السلام الذي تعيشونه اليوم، لكن لا تنسوا ان هذا السلام شيّد بدم ابنائنا وفلذات اكبادنا، هذا الأمان، كان ذابلاً لولا دماء ابني احمد ومن معه من الشهداء.
 يا اهل الحويش وكل المناطق المحررة، كان ابني مغواراً صاحب الغيرة والشهامة والشرف والضمير، ابني الذي لم يرتضِ أن ينال منكن العدو حتى لو خادعكم بالالفة الكاذبة والوعد الزائف. قمصان الخيانة عارية لا تجلب إلا الذل.
 حدثيني يا حويش: كيف سقط ابني هذا المغوار الذي ما كان يهاب الموت، ابني الذي قالوا عنه: انه رفض الانسحاب، وبقى في مكانه ثابتا يقاتل، تمكن من قتل العديد من الدواعش، قال لي احد المقاتلين:ـ انا رأيته يا عمة، خرج من الموت المحقق في موضع الملابسة، ولكنه أصيب في الحويش.
 يا نساء الحويش، أيتها الأمهات المباركات، انعمن بأولادكن، هذا ما أرادته المرجعية المباركة، وما صمم عليه أبناؤنا، لكن عليكن ان لا تنسين تلك الدماء التي سالت هنا، ارفعن للدعاء يد التضرع، بأن يرزقهم ثواب الجنة، واقرأن في كل وقت ما تيسر من سورة الفاتحة. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/19



كتابة تعليق لموضوع : زيارة أمّ شهيد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net