صفحة الكاتب : احمد لعيبي

 محروك أصبعه.. أكلة الطفولة والشباب 
احمد لعيبي

 المحروك اصبعة اكلة سبعينية مثل الاغنية السبعينية والانشودة الحسينية في تلك الفترة والجميل فيها انها لاتكلف الجيب شيئآ بل هي تساهم إلى كبير بترميمه فقطع الخبز اليابس المنقوع بالماء الحار وقليل من المعجون والبصل جدير بأن يملأ معدتك وتملأ قناعتك في نفس الوقت بعيدآ عن صخب الصاج والبيتزا وضواحيها واتذكر انني كنت عائدا من المدرسة ذات مساء وكانت تقف جدتي على تنور الطين تجمع بعض كسرات الخبز من تحت الرماد وبقايا الخبز على جانبي التنور وتغسلها بالماء اولا ثم تصب فوقها ماء وبصل وحبة طماطم في رمقها الاخير وتقول لي بصدق وعفوية وبلهجة معيدية (يده أحميد تعال هاي اكلة الملوك )طبعا لم اكن مقتنعا بان هذه اكلة ملوك ولكني اثق بكلام جدتي فلم اكذبها وهي تشرح لي بأني سيأتي يوم ويدرسوني(بالقراعة )كما تسميها معنى المحروك اصبعه وكيف هي اكلة الملوك رغم ان لي عم وحيد كان يضحك من كلام جدتي لانه يقول لها ان الخرفان الصغيرة التي تربيها هي اكل الملوك خصوصا اذا شوتها في التنور..
بقيت جدتي تطبخ المحروك اصبعه حتى بعد ان تحولنا من الريف إلى المدينة وبنفس الطريقة مع اضافة البهارات فقط التي كانت نقله نوعية بطبخ المحروك اصبعه حتى جاء الحصار والسنوات العجاف صارت المحروك اصبعه فعلا اكلة الملوك رغم اننا لم ندرسها في القراءة كما قالت ولكننا تعلمناها في الحياة من خلال توطين انفسنا منذ الصغر على ابسط الأكلات فلم يعد يفرق معنا المحروك اصبعه ان اكلناه في الحصار ام في الرخاء..
لكن المؤلم حقا ان بعد موت جدتي لم نأكل محروك اصبعه ابدا في بيتنا واصبحنا نبيع الخبز اليابس على بعض الدوارة وبعنا حتى تلك الطاوة السوداء التي كانت مهبط المحروك اصبعه ومكان تجمع ايادينا في ايام الطفولة وبضع ايام الشباب..
تحية لجيل المحروك اصبعه 
وتحية لجيل المحروك قلبه..!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد لعيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/15



كتابة تعليق لموضوع :  محروك أصبعه.. أكلة الطفولة والشباب 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net