صفحة الكاتب : نادية مداني

صرخة يراع
نادية مداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ذكر القلم عدة مرات في القرآن الكريم لما له من أهمية في إيقاظ الفكر والسير بركب الأمم إلى التطور الثقافي ومنها إلى دفع دواليب التنمية الفكرية ،فجاءت سورة "اقرأ" خير دليل وبرهان لأهمية العلم والقراءة بل تعدى مفهومها إلى أبعد تصور لمصطلح القراءة وما له من تأثير في الأذهان على المدى البعيد وما يحصده القلم من ثمار الفكر ويصبح بعدها صاروخا فتاكا في ارض الوغى لتأثيره على النفس وإثارة الهمم ، ويتمرمر  مزاجه على أوراق الكتب مداده الكيميائي فيلغي مفعول الكلمات المغلفة بغطاء الديمقراطية المرتدية عباءة العدالة الاجتماعية
ويفضح بسر حرفه الذهبي زيف المعادن الأخرى وتسترها تحت شعاع الحقيقة ويصرخ بأعلى حرف كفى ...
ويرى الكرى بعد سهد قرون وفي رؤيا توم ثقيل يوقظه سؤال جارح ، وهنة غموض ساذج
هل هي المؤامرة لاغتيال مصطلح ؟
  من هو الكاتب ...!؟
الكاتب هو ذلك المخلوق الذي تمنحه الطبيعة فيض معجزاتها ، خيالا خصب يستمد طراوته من كرم الموهبة ، ويحلق بأجنحة العاشق فيمتص من رحيق أزهار الكتب أشهى ما تتذوقه الذاكرة وأطيب ما تراه العين ، فيكون شهده الحواس ، فيشفي غليلنا بما يلقيه من كلام بأمهات الكتب وننهل حروفه بقراءات متعددة ، فنكتب من جديد قصته وقضاياه بفكر أكثر عمق وبنظر أبعد ، يأخذنا إلى تاريخ ظهورا لكتابة وتطورها عبر العصور وامتزاج الثقافات...
حيث امتلأت بطون الكتب بعلوم العرب وما لها من سحر في التأثير على القلوب والأذهان والآذان فتحير العدو وحيرة العجوز الثكلى التي أصبح يهدد فناءها شباب قريناتها ولا بد لها من عمر آخر حتى  وإن كلفها هذا زيارة المشعوذات والتكهن في الحروب واستعمال الدسيسة والحرب النفسية بإطلاق الإشاعات ...
فنسجت عباءة من خيوط ترهات التجديد ورمت بها في أسواقها بألوان مغرية وإشهار عجيب حتى لعبت بالعقول واستمالت ألباب الأقلام واستغلت شهرتها في السيطرة على عشاقها ومعجبيها وقدوتهم الغراء...
فكانت الطبقة المثقفة هدفا لتفتيت رصانتها ومجدها وكلفها هذا استدعاء فلاسفتها ومفكريها وحكماءها فأشاروا كلهم لها بالبنان الخبيث ، عليك بالشعر فإنه ملهمهم وبلغة القرآن فهي مرجعهم وسر وجودهم لتحرقي مخزونهم الثقافي وتبهتي صور تراثهم العتيق التي لا تزال جاذبية بريقها تكمن في سحر اللون الأبيض والأسود وكوني جسورة ضاغنة على نجاحهم الذي يتراءى  في رشاقة حروفهم وعذوبة معانيها وصلابة مفاهيمهم وأمطريها بوابل من النرجسية عبر مكافئتك الثمينة وإغراء ضوءك الذي لا تقاومه العيون ذات العدسات اللاصقة ... وعليك بنثر أفكارك بالتدرج ودس سمومك بالجرعات كي لا يلاحظ خديعتك فيثورون وأنت تفقهين أن لثورتهم لعنة لا تزال تلازمنا جنبا إلى جنب حتى مضاجعنا وتلعب بسكينة أرواحنا فنرى نتائجها في سادية أطفالنا وضياع مدننا ...وماسوشية أفكارنا
لذا فليعم الشذوذ فكرهم وليكن في تضليل جنسهم الأدبي....
فكوني القناص والضحية لتمويه ذكاءهم ..!؟
فاغتيال مصطلح مصدر حضارتهم معناها اغتيال أمة لم يسطع لها كوكب في سماء الكون!
_ إن استمرار الإنسان على وجه الأرض مرهون بفرض قوته وإثبات وجوده والدخول في صراع البقاء وإن كلفه هذا الخوض في حروب اختلفت أنواعها باختلاف قدرتها على التدمير والتصدي لمن أراد النيل من سكينتها والعبث بجذور أصالتها ، حين عاثت دولة اليهود فسادا لما هددها شبح الشيخوخة المتبناة وبعد دراسة دقيقة لضمان وجودها بعد الخمسين من العمر الآتية ..متكئة على جدار جبروت الدولة الأمريكية وجدار ترهاتها التي ستندب حتما فناءها على أيادي من حديد تنفخ في السد بنار من سعير
فتجعله الحصن الحصين فلا يستطيعون له نقبا ، تلك الأيادي التي روضتها الأرواح الساكنة السريرة فتسقط بحروفها بردا وسلاما على أذهان الأجيال القادمة فتنتج جيوشا مترابطة فيتراءى لك حينئذ عملاق يرى بعين واحدة هدفه المنشود ويسبح بزعانف بحجم الفلك في يم مفاهيم المفردة التي ترسو جذورها في عمق التراث الأصيل ويعلو صهيلها الفحل سماء اليراع فتقرأ مع كل فجر لغتها المجيدة.
بقلم :نادية مداني  
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نادية مداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/05



كتابة تعليق لموضوع : صرخة يراع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net