صفحة الكاتب : سجاد العسكري

قهقهة ...واخيرا نطقت؟
سجاد العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

للتذكير لقد سمعتم بتجمع عربي , والذي يضم الدول العربية ويحمل اجندة لا عربية , الكثير سمع بها , والكثير قهقه على قراراتها , والتي غالبا ماتزيد (الطين بلة ) فهي تازم المشكلة وتعقدها اكثر مما تضع الحلول المناسبة ؛ والسبب منذ التأسيس وهي في ظل التسيس. ففكرة انشائها جاء من (أنتونى إيدن ) وزير خارجية بريطانيا الذي القى خطاباً في 29 مايو 1941 اشار فيه : اشادة بالتسوية في العالم العربي بعد حرب العالمية الثانية, ويدعوا الى وحدة العالم العربي عبر مفكريه , وتأيد تام لمساعدة وحدته منه ومن المملكة البريطانية؟!! وبريطانية ومادراك من هي ؟!! وفي 24 فبراير 1943 صرح (أنتونى إيدن ) في مجلس العموم البريطاني بأن الحكومة البريطانية تنظر بعين "العطف" إلى كل حركة بين العرب ترمي إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية؟!! اذن الفكرة كانت بريطانية بتوجيه او تلميح للعرب بانشاء تجمع يحفظ مصالح العالم الغربي عفوا العربي .
بعد عام تقريباً من خطاب وزير خارجية بريطانيا ، دعا رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس كلا من رئيس الوزراء السوري , ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة "إقامة جامعة عربية لتوثيق التعاون بين البلدان العربية المنضمة لها". ثم عاد بعد نحو شهر من تصريح وزير خارجية بريطانيا أمام مجلس العموم، ليؤكد استعداد الحكومة المصرية لاستطلاع آراء الحكومات العربية في موضوع الوحدة وعقد مؤتمر لمناقشته وهي الفكرة التي أثنى عليها حاكم الأردن في حينه. ثم بدأت سلسلة من المشاورات نتج منها اتجاهين رئيسين , وعندما اجتمعت لجنة تحضيرية في الفترة 25 سبتمبر إلى 7 أكتوبر 1944 , من ممثلين عن كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر واليمن رجحت الاتجاه الداعي إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمس استقلالها وسيادتها؟ بعدها اقترح الوفد السوري تسمية "الاتحاد العربي"، واقترح الوفد العراقي تسميتها بـ"التحالف العربي"، إلا أن الوفد المصري قدم التسمية "الجامعة العربية" ثم نقح الاسم ليكون "جامعة الدول العربية" , وفي 22 مارس 1945م تكونت واسست لتكبت ما كان يتوقعه البريطانيين من الشعوب العربية على يد حكامها , والتي تنظر لهم بعين العطف؟!! وعندما نقراء تاريخها , وفكرة تاسيسها لا نشعر بالراحة , لنشم رائحة المبدا الانكليزي ( فرق.. تسد), على كل حال هذا التكتل الذي فقدنا صوته في ازمات بلداننا العربية , حتى ظننا بانه تعرض لازمة اقعده , ومن ثم اخرسه , واصابه بالعمى عما يحدث من مجازر , وتدخلات سافرة في شؤون البلدان العربية , من العراق الى سوريا و البحرين ليبيا ..واخيرا الدمار والمجازر في اليمن ؟!!! ونحن على علم بان اجتماعاتها تعتبر وللكثير من الشعوب عبارة عن مسرحية كوميدية , بالرغم من فقدان بعض ابطالها المضحكين , وخلال هذه الايام تفاجئنا لنسمع صوتها اخيرا في الازمة مابين كندا والسعودية لتعلن مساندة السعودية , ورفض تدخل كندا في شؤونها, الله.. ياله من موقف عظيم حازم ذكرنا في بطولات القعقاع , واكلندايزر , والرجل الحديدي , ...للاسف اصبحت اضحوكة على قادة بعض دولها , وتقاسموا وطننا بعد ان فقدوا الحياء وصدقوا اساطير واكاذيب الاعلام المزيف , واقولها بلا استغراب ولا نتفاجيء اذا ما انظمت اسرائيل لجامعة الدول العربية يوما ما , لأمتلاكها بندان مهمان كما شرع للجامعة العربية في شروط انظمام للجامعة على: اعتبار سكانها من الاصل العربي , وتكون اللغة العربية احدى اللغات الرسمية؛ والبندين متوفر في اسرائيل ؟!! ومن الغريب ايضا ان دولها ناقضت البنود والبروتوكولات التي اتفق عليها في وقت سابق مثلا: ما اكدته مادة (8) من ميثاق الجامعة بالنص (على أن تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول، وتتعهد بألا تقوم بعمل يرمى إلى تغيير ذلك النظام فيها) ونحن نشاهد احترام لسيادة الدول على مستوى عالي من القصف والقتل والانفجار وحتى الاستعانة بحلفاء خارج الجامعة كامريكا , اسرائيل...هذه هي حقيقة الجامعة العربية التي لا تمتلك شعبية لدى معظم الشعوب العربية , بسبب انها فشلت في حل الكثير من القضايا العربية , أبرزها الصراع العربي الإسرائيلي , واحتلال الكيان الصهيوني للأراضي الفلسطينية , والكثير من القضايا كالازمة السورية , واليمنية , وما يجري على العراق من فتاوى وانتحاريين اغلبهم من البلدان العربية , وتكريس الحقد والكره والعنصرية والطائفية ,عبر تصريحات او ازمات لفرض اجندة طائفية ارهابية على حساب الرأي العام العراقي , وكذا على باقي البلدان العربية او الاسلامية ؛ وكل مايجري من تدخلات وسياسات تكرس التفرقة والانشقاق بقيادة بعض دولها , وسكوت البعض الاخر لمصالح ضيقة لا تخدم المنطقة ودولها , واقولها ايضا على الجامعة ان تستبدل اسمها الى جامعة الدول الغربية او الامريكية او الاسرائيلية , لأن غالبية قراراتها تخدم الدول الاجنبية وليست العربية , والاسم المناسب لها خادمة الدول الغربية على حساب الدول العربية والاسلامية ايضا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سجاد العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/08



كتابة تعليق لموضوع : قهقهة ...واخيرا نطقت؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net