المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُعلن عن تضامنها مع تظاهرات أهالي البصرة وتُطالب الحكومة بتلبية مطالبهم وتدعو المتظاهرين الى حفظ الممتلكات العامّة وعدم التعدّي عليها...

أعلنت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا عن تضامنها مع التظاهرات الشعبيّة التي تشهدها محافظة البصرة ضدّ النقص الحادّ في الخدمات العامّة ونقص المياه والكهرباء وانتشار البطالة وقلّة فرص العمل والكسب اللائق، وعدم كفاءة معظم المؤسّسات الصحّية بالرغم من ارتفاع نسب الإصابة بالأمراض الصعبة في المحافظة، كما دعت المتظاهرين الى الحفاظ على الممتلكات العامّة وأن لا تبلغ بهم النقمة من سوء الأوضاع اتّباع طرقٍ غير سلميّة وحضاريّة في التعبير عن احتجاجاتهم، وأن لا يسمحوا للبعض من غير المنضبطين أو ذوي الأغراض الخاصّة في التعدّي على مؤسّسات الدولة والأموال العامّة أو الشركات العاملة بالتعاقد.
جاء ذلك خلال الخطبة الثانية من صلاة الجمعة المباركة ليوم (28شوال 1439هـ) الموافق لـ(13 تموز 2018م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ المطهّر وكانت بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزّه)، وهذا نصُّها: 
أيّها الإخوة والأخوات نشهد في هذه الأيّام في محافظة البصرة العزيزة وبعض المناطق الأخرى، احتجاجات شعبيّة تعبّر عن مطالب الكثير من المواطنين، الذين يعانون من النقص الحادّ في الخدمات العامّة كقلّة التجهيز للكهرباء بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة، وعدم وجود القدر الكافي من المياه الصالحة للشرب، بل ولا لبقيّة الاستعمالات الضروريّة، فضلاً عن انتشار البطالة وقلّة فرص العمل والكسب اللائق وعدم كفاءة المؤسّسات الصحّية بالرغم من ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض الصعبة في المحافظة.
لا يسعنا إلّا التضامن مع أعزائنا المواطنين في مطالبهم الحقّة، مستشعرين معاناتهم الكبيرة ومقدّرين أوضاعهم المعيشيّة الصعبة وما حصل من التقصير الواضح من قبل المسؤولين سابقاً ولاحقاً في تحسين الأوضاع وتقديم الخدمات لهم بالرغم من وفرة الإمكانات الماليّة، حيث أنّهم لو أحسنوا توظيفها واستعانوا بأهل الخبرة والاختصاص في ذلك وأداروا مؤسّسات الدولة بصورةٍ مهنيّة بعيداً عن المحاصصات والمحسوبيّات ووقفوا في وجه الفساد من أيّ جهة أو حزب أو كتلة لما كانت الأوضاع مأساويّةً كما نشهدها اليوم.
إنّ محافظة البصرة الفيحاء هي الأولى في رفد البلد بالموارد الماليّة وهي الأولى في عدد الشهداء والجرحى الذين قدّمتهم في معركة الدّفاع ضدّ عصابات داعش الإرهابيّة، ولا تزال تمتلئ شوارعها وأزقّتها بصور آلاف الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل إنقاذ العراق وحماية أهله ومقدّساته، فليس من الإنصاف بل ولا من المقبول أبداً أن تكون هذه المحافظة المعطاء من أكثر مناطق العراق بؤساً وحرماناً، يعاني الكثير من أهلها مشقّة العيش وقلّة الخدمات العامّة وانتشار الأمراض والأوبئة ولا يجد معظم الشباب فيها فرصاً للعمل بما يناسب إمكاناتهم ومؤهّلاتهم.
إنّ المسؤولين في الحكومتين المركزيّة والمحلّية مطالبون بالتعامل بجدّية وواقعيّة مع طلبات المواطنين والعمل على تحقيق ما يُمكن تحقيقه منها بصورةٍ عاجلة، ووضع برنامج واضح ومدروس لحلّ بقيّة المشاكل القائمة بوتيرة متصاعدة، ويتطلّب ذلك اتّباع سياسة حازمة وشديدة مع الفاسدين ومنع استحواذهم على موارد البلد بأساليبهم الملتوية، والاستعانة بالخبراء وأصحاب الكفاءات ومن لا يجاملون على حساب الحقيقة للوصول الى حلول جذريّة للأزمات الراهنة، بعيداً عن اختلاق الذرائع والمسوّغات لتحميل الآخرين مسؤوليّة ما جرى ويجري منذ سنوات طوال على أهل هذه المحافظة الكريمة من الأذى والمعاناة، فقد جرّب أهلها مختلف الكتل السياسيّة في محافظتهم ولم يجدوا تفاوتاً في أوضاعهم بل ازدادوا بؤساً وشقاءً.
يُرجى من المواطنين الكرام أن لا تبلغ بهم النقمة من سوء الأوضاع اتّباع أساليب غير سلميّة وحضاريّة في التعبير عن احتجاجاتهم وأن لا يسمحوا للبعض من غير المنضبطين أو ذوي الأغراض الخاصّة بالتعدّي على المؤسّسات أو الأموال العامّة أو الشركات العاملة بالتعاقد مع الحكومة العراقيّة، ولا سيّما أنّ كلّ ضررٍ يصيبها فإنّه سيُعوّض من أموال الشعب نفسه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/13



كتابة تعليق لموضوع : المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُعلن عن تضامنها مع تظاهرات أهالي البصرة وتُطالب الحكومة بتلبية مطالبهم وتدعو المتظاهرين الى حفظ الممتلكات العامّة وعدم التعدّي عليها...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net