صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

في ذكرى غروب الشمس.
صلاح عبد المهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 جريدة الأصالة,العدد 178 شهر رمضان 1438- حزيران 2017
======================================
كيف اسكب خمرة الحروف في اباريق سطوري,وقد كسرت يدُ العجز ابريقي,وسكبت اصابعُ الحيرة خمرتي؟
ام كيف اسرج نجوم الالفاظ بأنوار المعاني لتضيء قناديل ودٍ تكشف خبايا مشاعري,وتسفر عن صبح شوقٍ يفضحُ خفايا احاسيسي؟
ام الى ايِّ جبلٍ من المعاني آوي من طوفان كمالاتك التي لاحدَّ لها ولاحصر؟
ياعاشقي قيثارة العصمة التي صدحت بألحان التوحيد,
ومتيمي مجمر الامامة الذي تضوَّع بأريج العرفان,
تعالوا نرسو على شاطئ الذكرى ,ونقف على ساحل الألم, فاني أنستُ من جانب طور الهوى نارا, فهلُّمَ نقتبس منها جذوة عشقٍ تُسّعرُ شعلة الهيام في الصدور, وتسجر نيران الوجد في الأرواح.
بربكم:-
ارأيتُم - من قبلُ - جبلاً يتهاوى في محرابه مخضباً بدم الشهادة؟
و شمساً تنكسف في صلواتها مرتلةً اياتِ غروبها القاني؟
ارأيتم كيف تناثرتْ اياتُ القران من شفاه وجه الله الذي منه يؤتى؟
وكيف ثُلِمت انامل التوحيد من يد العروة الوثقى؟
وانت أيُّها الفجرُ, ما يكون عليك لو تمهلتَ قليلا, فلم تنسج من اشعة الشمس اشراقة النهار لنرى بدر الإسلام مضمخاً بدم الشهادة,
وما يضيرك لو لم تظفر من خيوط الصبح طلعة الضحى, حتى لا نستقبل وجه الصباح بهذا الحادث الجلل؟
1-روى الحاكم في المستدرك والهندي في كنز العمال وغيرهما في غيرهما انَّه (قدم علي عليٍّ قومٌ من الخوارج فيهم رجل يقال له الجعد بن نعجة فقال له : اتقِ الله يا عليُّ ! فإنك ميت!
فقال علي : بل مقتولٌ ضربة على هذه تخضب هذه - وأشار علي إلى رأسه ولحيته بيده - قضاءٌ مقضيٌّ وعهدٌ معهود ، وقد خاب من افترى ، ثم عاتب عليا في لباسه : فقال : لو لبستَ لباسا خيرا من هذا ! فقال : مالك وللباسي ! إن لباسي هذا أبعد لي من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلمون ).
هذا هو ديدن الخوارج,يهتمون بالقشور من الدين ويتركون اللباب, تدخين السيكارة حرام, ولكن قتل المسلمين وهتك اعراضهم وسلب أموالهم حلالٌ.
نلاحظ هنا علم الامام علي عليه السلام بالغيب, ليس نحن الشيعة من يقول ذلك فحسب, بل هاهم العلماءُ من المذاهب الأخرى يشاطروننا القول فيقولون بأن الامام علياً عليه السلام أنبأَ عن انه سيستشهدُ قتيلاً, غايته انه لم يعلم الغيب من نفسه استقلالاً بل بتعليم الله له عن طريق رسوله صلى الله عليه واله الذي عهد له بذلك.
فلقد روى ارباب التاريخ عن رسول الله صلى الله عليه وآله : أنه بكى في آخر جمعة من شعبان ، فسأله الامام علي عليه السلام عن سبب هذا البكاء ، فقال له : أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر .
فقال له الامام علي عليه السلام : أفي سلامة من ديني . . قال صلى الله عليه وآله : نعم.
2- وكما ان لليهود يداً في قضية داعش اليوم, كانت لهم يدٌ في قتل الامام عليه السلام بالامس ,فقد روى المتقي الهندي في كنز العمال 13/195وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42/554 انه (عرض عليٌ على الخيل فمرّ عليه ابن ملجم فسأله عن اسمه - أو قال عن نسبه - فانتمى إلى غير أبيه ، فقال له : كذبت حتى إنّتسب إلى أبيه فقال : صدقت أما إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حدثني إنّ قاتلي شبه اليهود ، هو يهودي فامضَّه)
3- ومن الغريب جداً ماذكره الزركلي في (الاعلام) قائلاً تبعا لبعض الافاكين من المؤرخين: (وفي آخر اليوم الثالث لوفاته أحضر ابن ملجم بين يدي الحسن فقال له : والله لأضربنك ضربة تؤديك إلى النار . فقال ابن ملجم :لو علمت أن هذا في يديك ما اتخذت إلها غيرك ! ثم قطعوا يديه ورجليه ، وهو لا ينفك عن ذكر الله ؟!! فلما عمدوا إلى لسانه شق ذلك عليه ، وقال : وددت أن لا يزال فمي بذكر الله رطبا . فأجهزوا عليه ،وذلك في الكوفة . وقيل : أحرق بعد قتله).
وهذه هي فعالهم بالموالين من ال البيت عليهم السلام وشيعتهم,كما تحدّث بذلك تواريخهم واخبرتنا رواتهم,كما صنع ابن زياد برشيد الهجري لما قطع رجليه ويديه لما حمل إلى أهله أقبل يحدث الناس بالعظائم وهو يقول :أيها الناس سلوني فإن للقوم عندي طلبة لم يقضوها ،فدخل رجل على ابن زياد ، فقال له : ما صنعت ؟ فقال :قطعت يديه ورجليه وهو يحدث الناس بالعظائم ، وقال :فأرسل إليه ردوه ، وقد انتهى إلى بابه فأمر بقطع لسانه
وصلبه ومات في ليلته,
ولكي يموهوا على الناس حقيقة افعالهم المخزية, وافعالهم الدنيئة جعلوا على السنة الرواة اكذوبة ان الامام الحسن عليه السلام مثَّلَ بعبد الرحمن ابن ملجم, ليكون الامام عليه السلام وابن زياد في الفعل سواء وحاشا للإمام ان يفعل ذلك فيخالف وصية جده المصطفى صلى الله عليه واله (اياكم والمثلة ولو بالكلب العقور), او وصية ابيه المرتضى فانه (لما غلب عليه السم الساري في بدنه ، فأتي له بقدح فيه لبن وعسل فشرب منه قليلا وقال احملوه إلى أسيركم بحقي عليكم ، طيِّبوا طعامه وشرابه ، فقالوا : إنه قد أفجعنا فيك ، فقال ( عليه السلام ) : إنَّا أهل بيت لا نزداد على كثرة الإساءة لنا إلا إحسانا .
4- وما عشت اراك الدهر عجبا,فها هو بعض علمائهم يزعم أفكاً وميْنا (ولا خلاف بين أحد من الأمة في أن عبد الرحمن بن ملجم لم يقتل عليا رضي الله عنه إلا متأولا مجتهدا مقدرا على أنه صواب)
افهل من منصف يسأل هذا المائل عن الحق والزائغ عن الصواب,كيف يكون متأولاً وهذا رسول الله صلى الله عليه واله ينادي بأعلى صوته:(عليٌ مع الحق) وان قاتله اشقى الناس او اشقى هذه الامة او اشقى الاخرين؟
وليت شعري اي عدم خلافٍ في الامر وقد اجمع عامة الشيعة والمعتدلون من ابناء المسلمين على كفر وخروج شقيق عاقر الناقة عن الملّة والدين؟
ثم كيف يكون قاتل الامام عليه السلام متأولاً, وقاتل الامام الحسين مجتهداً, ولايكون قاتل عمر او قتلة عثمان متأولين مجتهدين لهم اجرٌ في اجتهادهم على خطأهم فيه فهم معذورون؟
وكيف يكون قتلة الاوصياء وسفكة دمائهم محقوني الدم متأولين,ويكون الذين سبّوا الصحابة كفرةً خارجين عن الدين؟ هلاّ التمستم لهم العذر في شتمهم الصحابة بأنهم اخذوا شطر دينهم عن عائشة التي قالت عن عثمان (اقتلوا نعثلاً قد كفر) خصوصاً بعد ان التمستم العذر لغيرهما في سفك دماء اولياء الله تعالى والقتلُ اشدُّ من السبِّ؟,لاانكم تقتلونهم بحجة شتم الصحابة وسبّهم.
#عروج_القرآن_الناطق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/06



كتابة تعليق لموضوع : في ذكرى غروب الشمس.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net