صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

المسيحيون متجذرون في أعماق العراق
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بكل الثقة والحب والإصرار والالتزام نعلن أن  المسيحيين هم أشقاؤنا وأكبادنا ,  ورأس مالنا في الوجود. فانتم يا مسيحي العراق , ويا أغصان الزيتون , ويا حمامات السلام , ويا عطر الدنيا , ويا أريج بغداد , ويا كناري البساتين ,  ويا بلابل النخيل ,ويا أمراء العشق الإنساني , ويا رياحين العالم ..  قد أثبتم عبر التاريخ بأنكم قناديل مضيئة في عراقنا العريق الذي يزهو بكم ويفتخر بمسيرتكم ويعلو بجهودكم النقية نقاء المرآة ,  ويفتخر بمآثركم التي سطرتموها في حنايا التاريخ فلغالبية الغالبة فيكم قد عكست صورا مشرقة وزاهية وخالدة في ربوع الفضائل والمكارم ,  فانتم والحق يقال هوية ناصعة للإيثار الحقيقي والخلق المتسامي ,  وان كل عراقي حر وشريف ويمتلك ضميرا يقظا وواعيا يؤكد بأنكم زهور ورياحين فواحة عطرة في حديقة العراق الذي وجد فيكم رسلا للمحبة والسلام وعناوين للصفاء والنقاء والولاء ,  فطيلة التمرحل التاريخي المستديم قد أثبتم بفاعلية فاعلة وبجدارة خلاقة بأنكم المساهمون الأفذاذ في بناء عراقنا الذي يضمر ويدخر لكم  الإعجاب المتألق كتألق أرواحكم  , والثقة الراسخة كثقتكم بأنفسكم  , فانتم وبحق رسل المحبة والحنان والسلام ,  وانتم مرتع خصب للوداعة والنظافة والإشراق,  فلم تقترن باسمكم أية مثلبة أو سوءة ولن تتسرب لكم ومنكم أية خديعة أو مخادعة أو جريمة أو أي عمل سلبي ملطخ بالاتهام والاضطراب ,  فطوبى لكم ومرحى ألف ألف مرحى لاشراقاتكم البهية النقية. فكيف لا نزهو بكم ..؟ وكيف لا نتباهى بإطلالتكم المشرقة .؟ وكيف لا نشدو بمفاخركم ومآثركم التي طرزت الوجود الإنساني بأبهى صور الجمال والكمال والأماني , فانتم المستودع الذي تتناسل فيه أروع الصفات, وأسمى الأمنيات وارق الشمائل ,  فنحن نشعر ونحس ونؤكد بأنكم طيور الجنة في الأرض,  وانتم مشاعل النور والتنوير ,  وإنكم أوتاد الثقافة والتثقيف ,  وإنني مهما حلقت في أجواء المدح ,  لكم  والثناء عليكم , أجد نفسي قاصرا وعاجزا عن إيفاء حقكم المتألق في سماء قلوبنا ,  فانتم تَجرُون جريان الدم في عروقنا ,  وأنكم شواخص عملاقة وشاخصة في كل الضمائر الخيرة التي تطوقكم بالحب الأمثل والتأييد الأكمل ,  وكيف لا وانتم قد برهنتم عبر العصور المنصرمة بأنكم معنا ولنا والينا قلبا وقالبا وعضدا وساعدا ومساعدا في طريق العمل ودروب التضحية والبذل والعطاء .
ثقوا وأقولها بصراحة وبصوت عال أن كل من يدخر الغدر لكم ,  وكل من يحيق بكم ظلما وعدوانا ,  وكل من يلحق بكم الإساءة والضرر  , فانه عدو لدود لعراقنا الذي من أولى التزاماته التاريخية أن يعطيكم الحق وكل الحقوق التي تستحقونها . فشلت الأيادي التي أساءت لكم , ولتندحر كل النفوس الموغلة بالشر ضدكم ,  ولتخسا كل الألسن الوقحة الصفيقة القذرة والتي تسبب لكم الأذى والطعن والسوء , فانتم بالحق والحقيقة لكم الفضل الكبير والامتياز الأكبر لما تتمتعون به من أخلاقية رفيعة ومن شمائل زاهية ومن سلوك نقي وأبي ويسمو إلى أعلى درجات الفضل والفضيلة والإخلاص فان قلوبنا مفتوحة دائما لاحتضانكم وكيف لا يحتضن العراق الكبير أبناءه البررة ..؟ وكيف لا يعانق عراقنا الأشم ورود المسيرة واقحوانات الحدائق الغناء التي تعطر الأجواء بالشذى والرحيق والياسمين والزعفران .
ماذا نقول عنكم وانتم الأبرياء الأتقياء الانقياء الذين شردتم من دياركم وذبحتم في بيوتكم وفي الطرقات غدرا وظلما وبكل خسة وحطة وإجرام من قبل الإرهابيين القتلة ,  والحاقدين السفلة , والمشعوذين السائبين كالكلاب السائبة ,  فأنكم تعرضتم وما تزالون تتعرضون إلى حملات انتقامية من الغادرين والمجرمين والافاكين والذي لا يمتلكون ذمة ولا شرفا ولا ضميرا , فانتم الشرف الأسنى وانتم الخلق الأعلى , وانتم شوامخ في رياض المجد والحب والزهو والتسامي والانبهار.
 والكل منبهرون بأخلاقيتكم الملائكية التي أكد عليها نبي الله الخالد المسيح عليه السلام عندما صدح بقوله المخلد ( للنشر المحبة والسلام في آفاق الأنام ).
اجل إنكم تظلون كالشهب في سماء العدل والحق والإنصاف ولا يضيركم طنين الذباب ,  ولا نطع الخنازير,  ولا عواء الذئاب  , ولا نبح الكلاب فان أغنيات السلام التي تتعالى من ألسنتكم  , وان زغاريد المحبة التي تنشرونها في فضاءات العراق هي أقوى واعتى من نباح النابحين وحقد الحاقدين وشعوذة المشعوذين وإجرام المجرمين . إنكم أقوياء بالله وبالعراق وبالشرفاء وبالاصلاء المعاضدين لكم المتوحدين معكم المدافعين عنكم الذين لا يأثرون أنفسكم عليكم فإننا وإياكم استنساخ لنسخة واحدة , وإنكم شامخون بشعبنا الذي لا ينسى مواقفكم الخلاقة ,  ولا يتنكر لرسالتكم العملاقة ,  ولا يجحد أفضالكم التي انهالت وما تزال تنهال علينا كالمطر وسيظل حلفيكم النصر والظفر .ثقوا أن كل قطرة دم سالت من أجسادكم الطاهرة  ظلما وقساوة هي قد سالت من قلوبنا المجروحة لجروحكم ,  فنحن كنا وما نزال وسنظل إخوانا خالصين مخلصين لكم ,  ونبقى ندعمكم بالأنفس وبكل ما هو نفيس لأنكم نحن ونحن انتم ,  فنحن وإياكم وجهان لعملة واحدة , ونحن وإياكم كاليد اليمنى إلى اليسرى تحن .
ثقوا أن الزهو يزهو بكم ,  وان الشموخ يشمخ بكم ,  وان كل الحب والوفاء لكم ,  فإننا نشعر بأننا مدينون لكم لأنكم قد غمرتمونا بكل المحبة الخالصة العظيمة والشامخة , وقد قلناها ونقولها مرارا وتكرارا بأنكم لم تبدر منكم أية بادرة مزعجة أو مضرة أو انتقامية رغم أنكم تحملتم وما تزالون تتحملون الكثير الكثير من المضايقة والظلم والإرهاب والمحاصرة والتهجير. فماذا نقول وقلوبنا دامية .؟ وعيوننا ما تزال تذرف الدموع الكاوية على ماساتكم في كنيسة سيدة النجاة عليها السلام ,  وإننا نتحسر بمرارة ونتألم بعمق متصاعد على مصائبكم وويلاتكم ورغم كل هذا وذاك فما زلتم منشدين للوطن الحبيب,  ومتجذرين في تربة العراق التي رويتموها بالدماء والشهداء , فما قيمة الكلمات التي أصوغها أمام عظمة مبادئكم الإنسانية السامية ونقسم لكم بكل ما هو مقدس وشريف بأننا نتخندق معكم في خندق واحد ,  ونسير معكم في طريق واحد نحو مصير واحد ,  ونحو مستقبل نتوحد فيه بكل الصدق وبكل القداسة والتقديس ويشهد على ذلك ربنا الواحد الأحد . وسنثبت لكم بأننا لا نفرط بكم وكل ما يصيبكم يصيبنا في الصميم ,  وقسما مؤكدا ,  وعهدا مستديما ,  وكلمة قاطعة ,  بأنكم الحب كله ,  والنقاء كله ,  والإخلاص كله ,  والحنان كله ,  فكلنا في مركب واحد ورسالتنا الأبدية الموحدة أن نحافظ بدقة وديمومة على سلامة هذا المركب كي يوصلنا إلى شواطئ السلامة والسعادة والانسجام والوئام والمحبة  والسلام .
 
 مدير مركز الإعلام الحر
 majidalkabi@yahoo.co.uk

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/03



كتابة تعليق لموضوع : المسيحيون متجذرون في أعماق العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net