صفحة الكاتب : اسعد الموسوي

لعبة جر الحبل متى تنتهي؟
اسعد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    منذ تسنمه منصب رئيس مجلس الوزراء، حرص العبادي على التعامل بهدوء إعلامي، مع المشاكل التي واجهت عمله في هذا المنصب، الذي لم يكن يتصور أنه سيحصل عليه، بعد أن تم ترشيحه نائبا لرئيس مجلس النواب في دورته الحالية، ولكن يبدو أن مشيئة الأقدار كانت هي الغالبة لا مشيئة العبادي.

    فالبلد كان شبه محتل من الإرهاب، الذي وصل الى إطراف بغداد واخذ يتغلغل فيها، والمنظومة الأمنية منهارة والقوات المسلحة تكاد تكون مفككة، وأفواج المتطوعين الذاهبين لمقاتلة داعش تتسابق الى السواتر، دون خطط مدروسة  واليات تنظم عملها، وميزانية البلد خاوية بسبب الفساد المالي والإداري وتجييرها لإغراض انتخابية، جعلت من التغيير ضرورة لامناص عنها لإنقاذ البلاد والعباد من المجهول، فكان قدر العبادي أن يكون رئيسا للوزراء، من نفس الطائفة السياسية والمنظومة الحزبية لمن سبقه.

  لم يكن تولي رئاسة الوزراء من قبل العبادي  بالأمر الهين على السيد المالكي، الذي ادخل البلاد في حالة إنذار قصوى، وكاد يحدث ما لا يحمد عقباه لولا الكروت الحمراء التي جاءته من الداخل والخارج، وهو الذي كان يرفع شعار " ما ننطيها"، الأمر الذي ولد شرخا بين العبادي والمالكي ومنظومتهما الحزبية، التي انقسمت الى فريقين واستمر التراشق الإعلامي المبطن بينهما طيلة الفترة الماضية، فهذا يدعوه بالمنبطح وهذا يدعوه بالقائد الضرورة، وهذا يدعوه بالضعيف وهذا يدعوه بسارق ثروات البلد، رغم إنهما عند الضرورة القصوى وفي غرف حزب الدعوة يجلسان مع بعضهما، ويتبادلان الابتسامات ويتشاركان في القرارات المهمة.

    حاول العبادي أكثر من مرة إثبات قوته في حزب الدعوة والإطاحة بالمالكي، سواء بإلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ومن ضمنهم غريمه وصديقه، أو محاولة إزاحته من منصب الأمين العام لحزب الدعوة، إلا إن المالكي بسبب قوته في حزب الدعوة، وإحاطته بمنظومة بناها خلال فترة توليه رئاسة الوزراء ومنها أقاربه وأصهاره، ووصول البلد الى مرحلة الانتخابات العامة، جعلت هذا الصراع يتأجل الى إشعار آخر، فحزب الدعوة لا يريد ضياع المكتسبات التي حصل عليها وجعلته ممسكا بالسلطة لأربع دورات متتالية، أن تضيع في صراع جانبي.

  كان الحل الأمثل للطرفين، من اجل عدم ضياع السلطة وبقائها في فلك حزب الدعوة، أن يترشح الرجلان في قائمتين انتخابيتين مع إستمرار لعبة جر الحبل والتراشق الإعلامي فيما بينهما، فلا بأس بذلك مادام الأمر يحقق الغرض منه، لذلك لم نر العبادي يسمى غريمه في كل خطابات ولم يقدح به ولو مرة، رغم إعطائه الإشارات الواضحة على الفساد المالي والإداري، وإنما كان يعبر عنها " البعض " ولم نعرف طوال أربع سنين من هم البعض الذين يقصدهم العبادي، وإن عرفنا قصده عاد في اليوم الثاني وتراجع عن قوله.

  يبدو إن هذه اللعبة قد أعجبت الفريقين من حزب الدعوة، مادامت تأتي بالنتائج المرضية، فلا عجب أن نسمع إنهم شكلوا غرفة عمليات واحدة لإدارة الانتخابات سياسيا وماليا وإعلاميا، فالهدف واحد والغاية واحدة هو الحصول على السلطة ومغانمها، ولن نتعجب من التراشق الإعلامي الذي ربما سيزداد بين الرجلين، وصولا الى الليلة الكبيرة بعد إجراء الانتخابات وإعلان اندماج التحالفين في كتلة واحدة، وبالتالي الحصول على رئاسة الوزراء مرة أخرى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/23



كتابة تعليق لموضوع : لعبة جر الحبل متى تنتهي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net