صرخة في وادٍ؛ الحرمان والظلم اللذان يمارسان ضد الشيعة البشتون في باكستان
إن كنت شيعيا في منطقة البشتون الباكستانية فانك لست في أمان، تطرد وتعزل وحتى تضطر لإقامة صلاة الميت على جثمان أعزائك خفية!
ولقد اعترف بالبشتون الباكستانيون بعد الانفصال عن بلد آبائهم واجدادهم افغانستان – بواسطة خط أسود يدعى ديورند – كمواطنين في باكستان وهم يعيشون منذ اكثر من قرن في ذلك البلد كمواطنين باكستانيين، لكن ومنذ عدة سنوات، يمر الشيعة في هذه المنطقة بظروف قاسية لكونهم ينتمون الى الطائفة الشيعية.
ويقول أحد الشيعة البشتون في باكستان، ان اهالي بشتون الباكستانية هم من السنة الحنفيين واقلية من الشيعة الإثني عشرية، ولم يكن المذهب لحقبة من الزمن، سببا للتباعد بين الشيعة والسنة، لكن ومنذ أن تمكنت الوهابية من التوغل بين اهل السنة وتخريب أفكارهم وارائهم تجاه الشيعة، اصبح الشيعة يعيشون حالة من الارتباك واللا امن.
ان اهل السنة في بشتون الباكستانية، ليس لديهم انطباع ومعرفة دقيقة عن الشيعة، ولذلك فهم يقبلون كل ما تمليه عليهم الوهابية ويقولون بان الشيعة ليسوا بمسلمين بل هم كفار، كما أن بعض ذاكري ومادحي مناقب اهل البيت (ع)، لهم تقصير وقصور في نجاح الوهابية لتشويه الشيعة لدى اهل السنة، اذ ان هؤلاء ومن اجل الدفاع عن الشيعة في الظاهر، يسيئون الى صحابة اهل السنة ويلعنونهم، بحيث ان الوهابية تستغل اقوال هؤلاء كاداة ضد الشيعة، وتجيز قتل الشيعة بذريعة السباب والاهانة التي تمارس ضد صحابة اهل السنة.
ويلقي فرد شيعي اخر باللائمة على المادحين ويقول ان البعض منهم يستخدم القنوات التلفزيونية لشتم وسب مقدسات اهل السنة ومن هؤلاء شخص يدعى اللهياري الذي يبرهن في كلامه ولاية الامام علي (ع) ويلعن عائشة، اذ تقوم الوهابية باظهار هذا الكلام للاشخاص الذين تقوم بتنشئتهم وتحضيرهم ضد الشيعة وتقنعهم انه لماذا يجب قتل الشيعة. وان لم نحل دون ممارسة هكذا اساءات واهانات لمقدسات اهل السنة، فان الظروف والاوضاع ستكون اكثر وخامة وقتامة مما هي عليه الان.
واضاف ان الشيعة البشتون بباكستان لا يقدرون على التعبير عن معتقداتهم وافكارهم والحديث عن اوجه الاشتراك بينهم وبين اهل السنة، فيما تستغل الوهابية القنوات التلفزيونية المختلفة، لتقديم الشيعة كيفما تشاء وليس هناك من يردعها ويمنعها من ذلك، ان الشيعة البشتون في باكستان يرون انه ان عرف اهل السنة اوجه الاشتراك قد لا يصدرون فتاوى ضد الشيعة، لكن ليس هناك من يقدم الشيعة بمتانة. ان الانطباع بشان الشيعة سلبي لدرجة ان احد علماء اهل السنة طرد وخلع من منصب امام الجمعة بسبب اقامته صلاة الميت على جثمان احد الشيعة.
ويتابع ان علماء الشيعة كانوا يريدون التوجه الى المناطق السنية من اجل الدعوة والتبليغ لكن لم يسمح لهم، ولهذا السبب، يرى الشيعة في هذه المنطقة بان السبيل الوحيد للتعريف بالفكر الشيعي الاصيل هو وسائل الاعلام.
وقد توغلت الوهابية بصورة كبيرة بين اهل السنة البشتون، وأسست مدرسة في كل قرية، وكل معلميها وهابيون، وهؤلاء يعلمون الاطفال كيف يتصرفوا ضد الشيعة ويوحون في أذهان وعقول الاطفال كل ما يريدونه هم عن الشيعة.
ان ظروف البشتون الباكستانية هي بشكل بحيث ان الشيعة يقتلون وان ارادوا ان يبقوا على قيد الحياة، فيتعين على ابنائهم ان يعتنقوا المذهب السني. وان هاجر الشيعة في هذه المنطقة الى مناطق يقطنها عدد كبير من الشيعة، يكون بوسعهم مواصلتهم مذهبهم الشيعي، لكنهم ان بقوا في مناطق البشتون، فانهم يبادون تدريجيا. ومن مؤشرات وعلائم الطرد في هذه المنطقة تكفي الاشارة الى ان احد الشعراء المعروفين البشتون الباكستانيين اعتنق المذهب الشيعي وترجم نهج البلاغة للمرة الاولى في 6 مجلدات، لكنه لم يستطع القول بحرية من انه شيعي ويكتفي بالاشارة الى ذلك في اشعاره.
ويتطرق شيعي اخر من البشتون الباكستانيين الى وسائل الاعلام ومواقفها ويقول انه لا توجد وسيلة اعلامية نعبر من خلالها عن راينا ليصل الى اسماع المنصفين من السنة، لا بل أن اي حكومة لا تدافع عنا ايضا، وفي هكذا وضع وظروف، كيف لنا ان ندافع عن انفسنا؟! وهناك ايادٍ خفية بين الشيعة البشتون في باكستان تتواطأ، ان هؤلاء لا يقبلون بشخص محدد كزعيم لهم، وينشطون لصالح الشيعة بصورة فردية، ويذهب هذا الشيعي الباكستان الى الاعتقاد انه ومن اجل تحقيق النجاح، يجب بداية ارساء الوحدة بين الشيعة ليصل صوتهم الى اسماع الذين يجب ان يسمعوه.
ويضيف ان الشيعة وفضلا عن اعتماد الوحدة، يجب ان يبرهنوا انهم لا يسيئون الى صحابة ومقدسات اهل السنة وانهم يسيرون على نهج وخطى مجتهدينهم بمن فيهم اية الله السيستاني واخرون ويتبعون اوامرهم، وان ساروا وعملوا وفق اوامر هؤلاء المجتهدين، ربما تتضاءل مشاكلهم، ويجب على الشيعة التصدي للمداحين الذين يوجهون اهانات الى الصحابة، وفيما عدا ذلك، سيكون الوضع أسوأ بكثير مما هو عليه الان”.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat