صفحة الكاتب : اياد حمزة الزاملي

مجد و دم
اياد حمزة الزاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

-في ذكرى استشهاد سيد الشهداء الامام الحسين (صلوات الله عليه)

حينما يصل العبد الى اعلى مراحل العبودية و هي مرحلة الشهود و الكشف و الاشراق تتجلى له المعارف الالهية و لا تتحقق هذه المعارف الالهية الا في السير و السلوك و السفر نحو المعشوق عندها ينال العبد السالك حظا كبيرا من النبوة و هي نبوة الكشف و الشهود لا نبوة التشريع

ان لكل سالك مراتب تتناسب حجم وعائه و قدرته على ان ينهل في هذا السفر وان اقصى مايصل اليه السالك في هذا السفر و ما ينهل من المعارف الالهية هو الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه و اله) فكان له مقام القطب الاعظم و مقام الخاتمية العظمى اي ان السفر من عالم الامكان و هو قوس النزول اي القطب و الخاتم الى عالم الفناء و الشهود و هو درجة قوس الصعود قال تعالى (و ان الى ربك المنتهى) .

عن الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) (لما عرج بي مضى بي جبرائيل (ع) حيث انتهى الى موضع فقال لي امضي يا محمد فقلت له يا جبرائيل تدعني في هذا الموضع فقال لي يا محمد ليس لي ان اجوز هذا المقام لقد وطئت موضعا ما وطئه احدا قبلك و لا يطئه احد بعدك فتح الله لك من العظيم ما شاء الله المصدر / بحار الانوار ج 18 ص 430 .

و حسب فلسفة الحقيقة المحمدية فان كل ال محمد هم نور محمد (ص)

في حديث للامام الصادق (صلوات الله عليه) قال (اولنا محمد و اوسطنا محمد و اخرنا محمد و كلنا نور محمد) لذلك كان الامام الحسين (صلوات الله عليه) هو روح و نفس النبي و قلبه و دمه (حسين مني و انا من حسين) لذلك كان لابد من قربان عظيم سليل الانبياء في سبيل استمرار و بقاء الاسلام المحمدي الاصيل فكان ذلك القربان العظيم هو الامام الحسين (صلوات الله عليه) فكما الشجرة لا تنموا الا بالماء فكذلك فان شجرة الانبياء لا تنموا الا بالدم هذه هي سنة الله

سيطر على الامة الاسلامية مجموعة من البرابرة و قطاع الطرق متمثلة في حكم بني امية الذين هم امتداد طبيعي لمستنقع السقيفة القذرة التي بسببها كان دمار و خراب الاسلام و المسلمين كان على رأس السلطة الاموية التي حكمت المسلمين بالحديد و النار الحاكم الاخرق يزيد الذي كان يقضي معظم وقته في ملاعبة القرود و شرب الخمر حتى ان التاريخ يحدثنا ان يزيد كان له قرد يدعى ابا قيس و كان يحبه حبا جما و عندما مات هذا القرد بسبب شربه كمية كبيرة من الخمر اعلن يزيد الحداد العام في كل ارجاء الامة الاسلامية لمدة اربعون يوما فتصوروا أية مصيبة حلت بالاسلام و المسلمين جراء تسلط قرود بني امية على رقاب المسلمين لذلك كان لابد من حدوث عاصفة من الدماء تزلزل عرش الطغاة و المستبدين مصاصي دماء المستضعفين فكان دم الامام الحسين (عليه السلام) و اهل بيته و اصحابه (عليهم السلام) قربانا للثورة و الحرية و اعلاء كلمة الله و جعل كلمة الظالمين السفلى .

ان لثورة الامام الحسين (صلوات الله عليه) بعدان بعد سياسي و بعد غيبي

اولا / البعد السياسي قام الامام الحسين (عليه السلام) بثورته المباركة ضد الحاكم المستبد و الطاغية يزيد من اجل اقامة دولة الحق و العدل و تمكين المستضعفين من السيطرة على مقاليد الحكم و كانت خطب الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء هي بمثابة دروس و قواعد لكل الثوار و الاحرار في العالم على اختلاف مللهم و دينهم يقتدون بها نحو الثورة و الكفاح لذلك تجد المسيحي و اليهودي و البوذي و الماركسي يعشقون الامام الحسين (ع) لانهم يجدون فيه ذلك الثائر العظيم الذي وقف وحيدا كالجبل الشامخ في وجه اعتى طاغية في ذلك الوقت و هو يزيد (لعنة الله عليه) و لن ترهبه كثرة جيش الدولة الاموية الذي وصل عدده الى اكثر من ثلاثون الف (الاسد لا ترهبه كثرة القرود) لان الامام الحسين العظيم (ع) كان جيشا كبيرا و عظيما بايمانه و اخلاصه و عشقه .

ولكن هناك قوم نشأوا من مستنقع قذر و عفن هم الوهابية هم القوم الوحيدون في العالم الذين يكرهون الامام الحسين (عليه السلام) و لا عجب في ذلك لانهم ابناء العاهرات و نطف الشيطان.

البعد الغيبي / ان الطبيعة الثنائية للانسان مؤلفة من اللاهوت و الناسوت و هذه الطبيعة لا تتحد و انما تمتزج احداهما بالاخرى و هي مجرد وجهين لحقيقة واحدة فاذا نظرنا الى الصورة الخارجية سميناه ناسوتا واذا نظرنا الى باطنها سميناها لاهوتا و هذه الصورتين متحققتين في الامام الحسين الذي يعتبر هو المختصر الشريف و الكون الجامع لجميع حقائق الوجود و مراتبها و هو العالم الاصغر الذي انعكست فيه كل كمالات العالم الاكبر و كمالات الحضرة الالهية لذلك وجب عليه الاستشهاد ليفنى في العشق الالهي كما ينصهر الحديد في النار ليكون قربانا لبقاء الاسلام

ان الجنة الحقيقية هي القرب من الله و النار هي الاحتجاب عن الله

ان يدا غيبية و ارادة الهية في حفظ و بقاء قبر و زبارة الامام الحسين (ع) الى يوم القيامة و انه لو اجتمع الجن و الانس على ان يمحو القبر و زيارة الامام الحسين لما استطاعوا و ان من الاسرار الالهية في هذا العالم انه لا يوجد تجمع في العالم يصل فيه المشاركون الى اكثر من عشرون مليون مشارك كما يحصل في زيارة الاربعين المقدسة

سيدي و مولاي يا ابا عبد الله ان كل كلمات المدح و الثناء تقف خجلة في محراب مجدك العظيم و ان الالقاب العظيمة لا تنال شرفها حتى تنسب الى الامام الحسين فان قطع رأسك العرب فان هناك ملايين الرؤوس تزحف اليك في كمل عام لتجدد البعية و الولاء لك و انت يا قمر بني هاشم ايها العظيم و ان قطعوا كفيك فان ملايين الايادي تزحف نحوك ايها الجبل الشامخ يا ابا عبد الله و ان قتلوك ضمئانا على نهر الفرات فان انهارا من الدموع تبكي عليك كل عام و ان خضبوك بدمائك فصلاة العاشق تخضب بالدم

المجد للحسين العظيم (عليه السلام) تاج الانبياء و رمز الثورة و الحرية و العشق .

تحية اكبار و اجلال الى الجحافل المليونية الزاحفة نحو كعبة العشق و الثورة و الحرية كعبة الانبياء وان المجد لا يشيد الا بالدم .

قال تعالى (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ) صدق الله العلي العظيم ... والعاقبة للمتقيين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد حمزة الزاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/08



كتابة تعليق لموضوع : مجد و دم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net