صفحة الكاتب : احمد جابر محمد

هل بالفعل انطوى فينا العالم الاكبر ؟
احمد جابر محمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حينما كنت صغيرا، شاهدت عن طريق الصدفة قول للامام الصادق (ع) يقول"اتحسب نفسك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر" مكتوب على احد الجدران كان حجم تلك المقوله على معلوماتي الضئيلة والتي لم تكن تتعدى اتمام مدرستي ، لانعم في عطلتي الصيفية يتقاسم جسدي دراجتي الهوائية وكرة القدم، فاخذت اتعمد السير كثيرا سالكا ذلك الطريق حتى وان لم تكن وجهتي عليه علني اصل لغايتي وهي حفظ ذلك القول.

تسير تلك الكلمات بمفهومها ودلالتها، وفق معنى غويص لكن بحروف قليلة، تحملك كربان على متن سفينة باتجاه الريح متسلحا بسلاح العزم للسير بخط مستقيم، وفق بوصلة الهداية والرشاد والتي ماكنت تستحصلها اكيد لو لم تنشأ مسلما تقر بوحدانية الله، وتبحث دوما عن فرز مكامن الحروف في بواطن السطور.

تعلمت حينها فقط ان الكثير من الرسائل تصل من الرب الى العباد، تنجيه مما يخاف ويحذر، ومنهم من يمر عليها لكن لايفقه من عمقها شيئا، واما الآخر يقف امامها كفنان يعي من اللوحة التشكيلية مايدور في عمقها، ينتزع منها كل شعور احتوته ويضيفه لقوته وان كان ضئيل، وتجده يحمل حتى الفتات منه، لانه خزين.

ادركت ذلك العالم الذي ضحك ساخرا مني، لكن تلتمس عمق الفرحة عليه، لانه علم ان النمو سيطوله قبل اي شيء اخر، وبدات اضع صغائر الامور وكبيرها تحت ذلك المكرسكوب، مجزءا ومفككا كل شيء الى ذرات، كي لايفوتني منها شيء، هكذا هو الواقع فالبشر مقسم الى فئتين، متضادتين، كل منهما يرى في فئته الصواب، ولم يكلفوا انفسهم عناء الائتلاف بخياطة نسيج المشتركات، مهما كان ضعفها، فاكيد انها ليست باوهن من بيت العنكبوت، ولكن حقيقة الامر تقول ان الفئة التي تسير على خط مستقيم ولاتحيد عنه، بدلالة الغير منتمي للفئة وليس ابنها.

 

ولازال لذلك القول الاثر البالغ في تغيير منحى حياتي وحياة الاخرين، فلايمكن لاحد مهما كانت مكانته، او مركزه ووجوده في حياتك، ان يغير من انطواء ذلك العالم، او ان يحيد بتفكيرك بعيدا عن المسار، فبالتالي هو عالمك ومتشابك بجسدك، خالقا فيك حال، لايمكن تجزئته، ليضهر عظمة الخالق فيك، فهذا العالم مفتاح الحياة الفضلى بطاعة الله والسير بخطى مستقيمة، لايتقبل الاشواك من الافكار وينفرها، وهو من سيكون حاضرا حين العرض على رب العباد..

 

فهل انطوى فينا ذلك العالم بالفعل ؟ سؤال اجيبوا عنه بينكم وبين انفسكم لتجدوا الاجابة ..

سلام...

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد جابر محمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/23



كتابة تعليق لموضوع : هل بالفعل انطوى فينا العالم الاكبر ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net