• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عودة الإبن البار .
                          • الكاتب : تانيا جعفر الشريف .

عودة الإبن البار

 كثيرون لا يعرفونه وكثيرون أيضا من يعرفونه.. 

قرأت له العديد من المقالات المتنوعة وإن صبت في النهاية بقالب واحد إسمه العراق ولهذا واضبت على قراءة مقالاته ومتابعة جديده.. 

عرفته أول مرة في العام 2007 في حوار جماعي على البالتك في غرفة العراق الفيدرالي.. كان متحدثا لبقا يسير بمحاوري الغرفة بالإتجاه الذي يريد بما يملك من اطلاع معرفي وخلفية أكاديمية وممارسة عملية علمية في مجال اختصاصه وهو القانون الدستوري.. 

سألته مرة وهو بعد وربما لازال لا يعرفني .. 

طالما إنك بكل هذا الحس الوطني والحماس فلم لا تعود لبلدك وتطرح أفكارك للطلاب العراقيين الذين يفتقدون الآن للكفاءات أمثالك . فقال لابد أن تكون لي عودة ولو توقف تفكيري لحظة عن العودة لبلدي فاعلمي إنني مت ! 

أي حس وشعور هذا الذي يكون الموت وحده حائلا بينه وبين التفكير بالعودة لربوع بلده وأي وطن هذا الذي يتجسد بهكذا روح  ؟

كتب في مناقب الدستور الجديد وعد مجرد صدوره إنجازا عظيما ولكنه أكد جملة تحفظات عليه . لم يكن يفكر فيما سيكون رد فعل الآخرين وهو يسلسل أفكاره بانسيابية  .كونه واثق مما يطرح ويتحمل مسؤولية آرائه بشجاعة مبررة

كتاباته تتم بالعقلانية والهدوء والحجة يقارن الصحيح بالأصح والخطأ بالأسوء . متفائل جدا حول مستقبل العراق ..

هاجر العراق بعد حصوله على شهادة عليها في القانون عام 1997هاجره جسدا وبقي يعيشه روحا وقلبا . إستقر به المقام في المانيا وهناك كان كما (كان) شعلة نشاط وحيوية شكل مع نخبة من الأكاديميين العراقيين والألمان مركزا ثقافيا مشتركا أخذ على عاتقه عقد الندوات المتعلقة بوضع العراق الجديد وألقى محاضرات عبر فيها عن رأيه كمتخصص بشؤون الدستور عن واقع ومستقبل العملية السياسية في العراق...

في بون وخلال زيارة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء كان ممن وجهت لهم دعوة الحضور وإبداء الرأي أمام دولة الرئيس 

 كتب الكثير الكثير والقى الكثير من المحاضرات في القانون العام والقانون الدستوري وحقوق الإنسان والمرأة في بون وبروكسل وكوبنهاكن وحقيقة كنت كثيرا ما أعود لمحاضراته لأدعم بها حججي في كتاباتي (دون استإذانه) حيث إن محاضراته متاحة للجميع ولم أسمع مرة إنه طالب بحقوق مادية أو اعتبارية  حيال نشرها وتسجيلها دون موافقته نزولا عند طيبته وشعوره بإن العلم يوهب وليس يباع وإن أكرم الناس من وهب علما ينتفع به

إنه الأستاذ والحقوقي اللامع ضرغام الشلاه...

وعدني الرجل قبل أربع سنين بأن مآله العراق واليوم أوفى وها هو يعود أستاذا جامعيا لامعا يعطي طلبته خلاصة أفكاره المنهجية ومعلوماته الأكاديمية التي أضفت عليها إقامته في ألمانيا بعدا علميا كبيرا. كيف لا والمانيا(الجرمانيون) هم أصحاب أكبر المدارس الدستورية المعاصرة في العالم وفيها أوسع مجالات التطبيق سواء الدكتاتوري أو الديمقراطي لاحقا..فالمانيا هتلر مثلت القمع السلطوي بأبشع صوره مع ما رافقها من وحدة الشعب وإنجازات السلطة والمانيا الحزب الديمقراطي المسيحي والخضر  وأرقى مظاهر الديقراطية المعاصرة..

حمل الأستاذ الشلاه جديد علمه ليبوح به في أذهان وعقول هذا الجيل العراقي (الجائع) للعلم بعد فترة عقم إجباري لأسباب نعرفها جميعا..

عاد طير (الزاجل) العراقي الأصيل إلى عراقه مفضلا سقم حره وقرص برده على ربيع بون الدائم لأنه عراقي النفس والنفس والروح والجسد والمشاعر...

عاد الأستاذ الشلاه الكفاءة العلمية الرائعة لأنه يعلم إن ما كسبه من علمه وما زاد عليه في منفاه الإختياري لن يكون له منفذ أصح من أذهان طلبة العراق ...

لعل ألأستاذ الشلاه لا يعرفني أو لا يتذكرني ولكنني أعرفه وأتذكره وأعتز به لأنه يمثل عندي الصفوة الصالحة من الأكاديميين الكفوئين الصادقين بما يعدون وقد يفاجأ عندما سيقرأ ما كتبت عنه لمجرد علمي بأنه عاد وإنه أخذ موقعه وبدأ يعطي محاضراته لطلبة الصف الرابع/ قانون

وربما يتذكرني ويتذكر السجالات الكتابية من نخبة من أكاديميي وعراقيي المهجر تلك السجالات التي كان السيد الشلاه حريصا أن يكون فارسها بحسن السلوك ودقة التعبير وروعة الطرح وقوة الحجة وصدق النية وسمو الخلق.

أهلا بك أستاذي الشلاه وأهلا ومرحبا بكل كفاءة عراقية تأخذ مكانها الصحيح في بناء هذا البلد كلما سنحت الفرصة وهي دعوة لكل أكاديمي عراقي يجد إن بإمكانه أخذ موقعه أن لا يدخر وسعا فالعراق أولى بهم وليكن ألأستاذ ضرغام الشلاه أول المبادرين لا آخرهم
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=997
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 10 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15