قضية هروب السجناء تثير الدهشة , لكن هل امكن ان تعرف كم عدد عمليات الهروب من السجون العراقية ؟ فالأرقام والاحصائيات تساعد الانسان في عملية فهم الموضوعات .وقبل ايام ادهشني خبر يتعلق بعدد عمليات الهروب التي جرت في العراق فالرقم كبير جدا ففي خبر لجريدة المراقب العراقي بالعدد ( 308) صرحت منظمة الاصلاح الاجتماعي العراقية وبالتعاون مع المنظمة الدولية رصدها لأكثر من (4000) حالة هروب في عموم محافظات العراق للسجناء منذ عام 2006 وحتى عام 2010 اذ جاءت بغداد في المركز الاول بعدد عمليات الهروب تلتها نينوى ,الانبار , صلاح الدين ,ديالى , البصرة , بابل ,ذي قار , واسط ..وعزت المنظمة هذا الكم من عمليت الهروب من السجون العراقية بعد رصد وتحقيق الاسباب الرئيسة اولها الفساد الاداري والمالي في نظام السجون ,. وتواطؤ ادارات بعض السجون مع المعتقلين من الارهابيين والمجرمين .
وانت تقرا الخبر بالتاكيد ستحاول ان تبحث عن الخلل من اين ياتي ويصبح حال السجون بهذا الانفلات ؟؟ اين الخلل يا ترى ؟؟
الامر الاول هو ضعف الرقابة الحكومية على السجون فهي لا تحاسب ولا تحسم موضوع المحاكمات متراخية يجعل المحلل في موضع الشك مما يجري والا لماذا يختفي الحسم والرقابة بخصوص السجون والعمل على اعتبار السجون اولوية كي تنجح الدولة بتحقيق الامان الذي هو الاولوية الكبرى للدولة فالتراخي في محاسبة ومراقبة السجون يتسبب بفشل كل الجهود الداعية لتحقيق الامان وسيادة القانون للدولة .
الامر الاخر لماذا لا يتم محاسبة ادار ات السجون التي تحصل لديها عمليات هروب للسجون فهو دليل اما عن انعدام الكفاءة او تواطؤ مع السجناء من ارهابيين ومجرمين وبكلا الحالتين يجب التغيير والمحاسبة وهذا يقع على عاتق وزارتي العدل والداخلية فهما يتحملان معا مسؤولية السجون بدرجات متفاوتة . فحدوث الف عملية هروب من السجون في السنة يدلل على فشل واضح لادارات السجون ويجب فورا التغيير ولا يعني الرضا التام على الاداء السلبي للادارات وهي تعيش بهذا الاداء الغريب الذي يسمح لاكبر عدد من العمليات في الهروب للسجناء !!
لماذا لا يكون هناك تحديد سقف زمني لادارات السجون فبقاء الكوادر لسنوات طويلة يخلق الفساد وهذا واضح من خلال المؤشرات المرتفعة لعمليات لهروب نعتقد انه لو كان هناك تدوير واعفاء وسقف زمني يعود بعدها المدير إلى وظيفته السابقة بعد انتهاء دوره لحد من الخراب الذي تعيشه منظومة الادارات في سجون العراق بصورة عامة ..
والحقيقة يبدو ان الكثير مغيب عن الاعلام فنحن في الاعلام لم نسمع بالكثير من العمليات فيبدو ان هناك تكتما كبيرا ولم تصل إلى مسامعنا من عمليات الهروب الا ما فاحت رائحتها فآلاف العمليات تعيش في بحر الاسرار والكتمان الشديد وهذا يوضح ان هناك ايدي خفية تحاول اخفاء ما يجري
اردنا الاشارة لهذه الكارثة واصلاح الوضع الخاطئ الذي تعيشه السجون لكي يتحقق الامن والسلام للبلد |