• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قانون رفحاء...وعقدة الداخل-الخارج. .
                          • الكاتب : محمد حسن الموسوي .

قانون رفحاء...وعقدة الداخل-الخارج.

 كشفت ازمة قانون (انصاف) سكان مخيم رفحا والارطاوية عن عمق العقدة المستعصية بين شيعة الداخل وشيعة الخارج تلك العقدة التي ستظهر في مناسبات قادمة تحت عناوين ومسميات عديدة. فاغلب مايجري من ازمات  ومناكفات وصراعات في البيت الشيعي هو تجلي حقيقي لهذه العقدة. 

شيعة الداخل  ليسوا سواء ، ففيهم الوطني الصادق  وهم الاعم الاغلب وفيهم الحاقد المغرض والمغرر به وكذلك المخترق والاجير وهذا الصنف هو من يتم تجييره من قبل خصوم الشيعة كضد نوعي لضرب بقية الشيعة. 

وشيعة الخارج ايضا ليسوا سواء ففيهم المجاهد الحقيقي المخلص وفيهم الانتهازي وقانص الفرص والفاسد، ومن هنا لايمكن تفضيل شيعي على شيعي الا بمقدار اخلاصه ونزاهته وكفاءته ايا كان من شيعة الداخل او الخارج. ويبقى السؤال من اين أتت هذا العقدة ؟ هل هي عقدة حقيقية ام مفتعلة ؟ وكيف يتم التخلص منها ؟ 

قبل الاجابة على هذه الاسئلة دعونا نذكر بأن صدر الاسلام شهد مثل هذه العقدة ايضا بين المهاجرين والانصار رغم ان الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم حاول ومنذ البدء وأدها حينما قام بالمؤاخاة بين المهاجرين والانصار الا انها بعد رحيله ظهرت للعلن من جديد بسبب العصبية وعقلية الجاهلية. 
واما في حالة شيعة العراق فإن العقدة مهد لها الامريكيون وتجلت عند تشكيل مجلس الحكم اذ اسس لها بريمر وشقت طريقها بسبب فشل وفساد بعض المحسوبين على شيعة الخارج الذين وصلوا الى دفة الحكم. 

وبسب (استئثار) وهيمنة شيعة الخارج على مصادر صنع القرار في البيت الشيعي بدء شيعة الداخل يشعرون بالغبن السياسي اذ احتكر شيعة الخارج المراكز والمناصب  القيادية  ومن بينها منصب رئيس الوزراء. ومن بين الاسباب ايضا تعامل بعض المحسوبين على شيعة الخارج بروح التعالي والاستحقار لشيعة الداخل، ومحاولتهم ممارسة دور الوصاية عليهم واخيرا وليس اخرا فشل شيعة الخارج في تقديم نموذج يحتذى به لشيعة الداخل سواء على مستوى الاداء او السلوك. طبعا لا ابريء ساحة بعض شيعة الداخل ايضا من تعميق الهوة مع اخوانهم من شيعة الخارج ونظرتهم التخوينية اليهم على انهم (عملاء) وفاسدون و(فايخين) وجاؤا لسرقة ثروات البلد وتحويلها الى الخارج. 

هذه النظرة التخوينية موجودة لدى شريحة من شيعة الداخل يقابلها نظرة تخوينية اخرى من شيعة الخارج تقوم على اتهام شيعة الداخل بالولاء والحنين للبعث. 

اخلص الى النتيجة التالية: 
اولا ان عقدة الخارج والداخل مفتعلة لكنها وجدت لها ارضية للاسباب اعلاه.  
ثانيا مالم تتم معالجة مسألة التفاوت الطبقي بين شيعة الداخل واخوانهم القادمين من الخارج فان هذه العقدة ستتأصل اكثر فأكثر وستظهر على شكل مناكفات سياسية واعلامية عند كل منعطف وخير دليل على ذلك  قانون انصاف سكان رفحاء.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=99083
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14