• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : مغارةُ الرّوح .
                          • الكاتب : محمد الهجابي .

مغارةُ الرّوح

           (1)
أقْتَفي سرّ الهيكلِ،
إذْ يركبُ العزيفَ عائداً،
هُناكَ إلى مغارةِ الرّوحْ.
مَنْ يجلبُ رياشَ الحدْبِ،
مَنْ ينضّده،
مَنْ يبْني الصّروحْ؟
لكأنّ الهيكلَ هوى،
لمّا هوى المعنى،
فارتدّ السرّ، من جديدٍ، إلى مقرّه الأثيم.
يا لهولِ سراديبه،
عتمته الخجلى،
سلّمه السفلي،
هرمه المقلوب!
فَمَنْ يَعمدُ المسارّة،
إذا ما استوْخمَت.
             (2)
أنا الدّاخلُ منْ غيْرِ طيفٍ،
ثقيل الخَطو،
أوقِّعُ على أدراج السلّم تردّدي السادر،
ارتعاشاتِ الكشْح،
لهاثَ الزَوْرِ،
نفَسي العاثر.
              (3)
أنا الخارجُ من جبّة الأعراضِ،
بلا فَنار،
سوى منْ غوايةٍ مُستحكِمةٍ،
تَنشدُ ظُلمةَ الظّلماتِ،
حتّى تتستّر على شَنارها بذباذبِ كساء،
لا يقي العريَ كلّه،
ولا يفْضَحُ.
كما الماءُ،
إذ يهرُبُ منّي إلى هَواه،
هُناك في مَغارة الرّوحْ،
أَسمعُ خَبطاتِ الخَطو،
في المنحَدر الرّهيب،
تطرقُ حتْفَها،
بهمسٍ مُمعنٍ،
لا يبوحْ.
ولا تفعلُ سوى أنّها تستعجلُ اللّقيا،
وتَستدْعي ذيلَ السلّم كيْ يفي بختْمِه، 
ويسلمَ السرّ إلى مقام الأولينْ.
لن أُجليَ آثار السابلة التي عبرت منْ هُنا،
منذُ آلافِ السنينْ،
فقط، سأُعيدُ الكرّةَ كرّات،
في كلّ خطوةٍ،
دون أن أحسَبني من الفاتحينْ.
               (4)
سرّي مرقومٌ بيْن العينينِ،
هنا، فوقَ الجَبينْ،
سرّي،
أنا،
ثالثُ العيونِ،
لا يكادُ يبينْ.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9876
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 09 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14