لقد حققت في حياتي شيئا لا بأس به عندما حصدت بعض الجوائز و أنجزت تأليفا لمجموعة من الإصدارات و كنت في غمرة من الغرور و الاعتداد بالذات و أيما اعتداد بل لقد كنت أرى في نفسي بتلك الإنجازات ديك الحي الذي لا سواه و لا شبيه له .. و بعد أن عرفت عما حققته مناهل ثابت قلت و لأول مرة أقول "ضاعت سنوات عمرك هباءا منثورا يا صابر".

لم أقارن فقط مثلما يفعل غيري مسألة الإنجازات فقط ولكن مسألة الفرق بين جنس الرجال و جنس النساء و هو ما تطرقت الدكتورة مناهل ثابت إليه أيضا في المقابلة الأخيرة معها مع موقع العباقرة كريزي مايند من التحيز للرجل و محاولة إثبات عدم ذكاء المرأة و تدحض تلك الأقاويل بعبقريتها و إنجازاتها و رغم احترامي الشديد للمرأة إلا أنني ازددت اهتماما بذلك الاحترام..

لا اقول هذا من قبيل الاستهانة بقدرات المرأة ولكن أقوله لأن ما حققته مناهل ثابت لا يمكن أن نقول عنه إلا أنه مدهش و أبلغ ما نجده في عربيتنا من وصف له هو "رائع" و كفى.

إنني أجزم بثقة مطلقة أن جميع من رفع قبعته من الشباب المبدع و غير المبدع أمام إنجازات مناهل ثابت تقديراً و احتراماً كان لنفس السبب الذي حطم غروري بانجازاتي و حتى من وقفوا ضد مناهل ثابت أيضا وقفوا ضدها لنفس السبب و حتى لو لم يكن لهم أي إنجاز يذكر سوى ذكوريتهم و الاعتداد بها و التي تعادي المرأة و تعمل على تهميشها نعم لقد كانوا مندهشين جدا و شاخصين بأبصارهم لا يصدقون أن هناك من له القدرة على فعل ذلك من النساء بل و أقسم أنهم تمنوا لو أن الله خلقهم نساء من طراز مناهل ثابت و أنى لهم ذلك فليس كل ما يتمناه المرء يدركه كما قال الأول..

مناهل ثابت ليست ملهمة فقط لأن تكون مبدعا و ناجحا بل هي كابوس يؤرق الفشل و الفاشلين و مهما بذلنا أنا و أنتم من جهود لإدراك شيئا من إنجازاتها فجهودنا وهم الجهود و تعبنا وهم التعب..