• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البترا ملجأ اليهود الأخير . الجزء الثاني . .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

البترا ملجأ اليهود الأخير . الجزء الثاني .

بيّنا في الجزء الأول رؤية الكتاب المقدس ليوم اليهود الأخير ومناطق لجوئهم التي يأمرهم الكتاب المقدس ان يتوجهوا إليها. وفي هذا الجزء سوف نذكر رأي علماء اللاهوت في مكان هروب اليهود وملاذهم الأخير وادلتهم على ذلك.

صحيح ان الموضوع لربما لم يُطرح من قبل بالصورة التي سوف اطرحها ، ولكن بالامكان القول بأن هذا الموضوع يؤمن بتحققه الكثير من رجال اللاهوت وعلماء الكتاب المقدس لا بل أننا نرى بعض الاشارات في مصادر المسلمين (1) والتي تتفق مع القليل مما ورد في التوراة حول مكان لجوء اليهود في آخر الزمان.الكتب التي كتبت حول هذا الموضوع اشارت إلى ان تأثير الدجال سيدخل كل زواية من الأرض إلا منطقة البترا (أرض ايدوم) في الأردن والتي منها لربما سوف ينزل في المناطق المذكورة في الروايات فيقوم بخرابها.

صحيح ان مدينة البترا لم ترد صريحا في التوراة إلا ان اتفاق العلماء جميعا على انها البتراء يقطع بأن هذه المنطقة هي آخر ملاذ يلجأ إليه اليهود في آخر الزمان. وقد اجمع علماء اللاهوت بأن الدجال سوف ينزل من هذه المناطق ليضرب كل من مصر و لبنان و سوريا ودول محيط البحر المتوسط والعراق. وقد استثنى علماء اللاهوت شرق الأردن (البترا) من هذه الحروب.

علماء اللاهوت اعتمدوا بشكل مباشر على النص والوارد في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 14 والذي يذكر قصة هروب المرأة التي تطير بجناحي نسر حيث تطير إلى البرية في آخر الزمان (2) حيث يعتقدون ان هذه البرية هي البترا. وكثير من العلماء زعموا أيضا أن مدينة البترا تطبيق حرفي لنبوءة لجوء اليهود إليها لأن قول الكتاب المقدس (المرأة التي تطير بجناحي نسر). له مصاديق في هذه المدينة كما يقول عالم الكتاب المقدس سايروس اوستريهوس : (عندما تدخل مدينة البترا الأردنية فان اول ما يواجهك هو النسر ذو الجناحين الضخم المنحوت في الصخر. ثم يتسائل قائلا: هل هذا النسر المنحوت وسيلة من الله ليعطي علامة على ان هذا هو المكان الذي سيكون ملجأ اليهود الأخير؟).(3)

تأكيد العلماء على منطقة (البترا) أدوم يأتي من نص سفر التكوين الذي ينسب بناء هذه المنطقة إلى عيسو ابن اسحاق وهو اخ النبي يعقوب الذي اطلق عليه الله إسم (إسرائيل). ولهذا دلالات كبيرة عند اليهود احدها انها حملت اسم عيسو الثاني (ادوم) كما نقرأ في سفر التكوين 25: 30 ( فقال عيسو ليعقوب: أطعمني لأني قد أعييت لذلك دعي اسمه أدوم).

يقول اللاهوتي هومر بأن اليهود سوف يختبأون في هذه المنطقة إلى أن تشتعل معركة يوم الدينونة التي اطلق عليها السيد المسيح بأنها (رجسة الخراب) .(4) والتي امرهم فيها أن يهربوا إلى الجبال ــ البترا ــ كما نقرا ذلك واضحا في مرقس : (فمتى نظرتم رجسة الخراب فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال). (5)

لوقا في إنجيله اكد حصول المذبحة بحق اليهود الذين يهربون إلى جبال البتراء كما نقرأ : (ومتى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش، فحينئذ اعلموا أنه قد اقترب خرابها. حينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال، لأن هذه أيام انتقام. وويل للحبالى والمرضعات لأنه يكون ضيق عظيم على الأرض وسخط على هذا الشعب. ويقعون بفم السيف، ويسبون إلى جميع الأمم، وتكون أورشليم مدوسة من الأمم، والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة، وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحابة بقوة ومجد كثير).(6)

هذا النص المهم جاء على لسان السيد المسيح الذي لا يقصد منه سبي اليهود الأول على يد نبوخذنصر، وإنما هو نبوءة لم تأت بعد ولم تتحقق والسيد المسيح يقول عنها بأنها في آخر الزمان وبعد أن يستعرض السيد المسيح كل العلامات المخيفة المرعبة ويصف حال الناس البائس يُبشرهم بأمل مجيء ابن الانسان الذي سيملأها قسطا وعدلا كما مُلئت ظلما وجورا. المشكلة في المسيحية انها تقول بأن الآتي (ابن الانسان) هو السيد المسيح نفسه ولكن النص ابدا لا يُشير إلى ذلك لأن المتكلم هو السيد المسيح نفسه ولو كان يقصد نفسه لقال : (وحينئذ تبصرونني آتيا في سحاب بقوة ومجد كثير).(7)

بالعودة إلى سفر التثنية نجد أن نص البترا يلوح من خلال ذكر مدينة عمون (عمان حاليا) حيث يذهب النص بكل وضوح إلى أن هذه المنطقة هي هبة من الله امر الله فيها اليهود أن لا يُعادوها ولا يشنّوا حربا عليها وهذا ما نراه اليوم بكل وضوح من علاقة حميمية مميزة بين اليهود والأردن التي رفضت ان تفتح هذه الحدود لشن حرب على اليهود. فنقرأ : (فمتى قربت إلى تجاه بني عمون، لا تعادهم ولا تهجموا عليهم، لأني لا أعطيك من أرض بني عمون ميراثا لأني لبني لوط قد أعطيتها ميراثا). (8) وهذا النص يُشير بوضوح بأن الله جعلها لبني لوط وهو ما اشتهر عن الاردن بانها ارض قوم لوط.

يقول تشاك ميسلر : (ان ربّة عمون ــ عمان ــ هي من المواقع القليلة التي لن يدخلها المسيح الدجال ويؤكد الدور عظيم للذي ستلعبه أرض ايدوم وموآب وعمون (الأردن حاليا) في معركة يوم الخلاص معركة هرمجدون). (9)

المصادر:
1- ذكرت التوراة بأن اليهود سيبيعهم صخرهم كما نقرأ : (إنهم أمة عديمة الرأي ولا بصيرة فيهم. .. لولا أن صخرهم باعهم والرب سلمهم؟). سفر التثنية 32 :28. وهذا النص مشابه له في الروايات الاسلامية التي ذكرها البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه يهودي: تعال يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله).

2- سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 14(فأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير إلى البرية إلى موضعها).

3- انظر كتاب ، البترا، مدينة اللجوء السابعة للكاتب ستيفن فول. كان يُطلق عليها اسم البتراء ثم قررت وزارة التربية والتعليم في الأردن بتاريخ 20/11/2013 تعديل الإسم في المناهج الدراسية لتصحيح خطأ شائع وحذف الهمزة من اخر اسم المدينة الاثرية (البتراء) لتصبح (البترا).

4- انظر هومر دونسن كتاب اسرائيل ماضي وحاضر ومستقبل طبع سنة 1972. Israel: past, present, future Paperback by Homer Duncan Author – 1972

5- سفر مرقس الاصحاح 13 : 14.
6- إنجيل لوقا 21: 20.
7- في القرآن الكريم فإن سورة هل أتى التي نزلت في علي ابن ابي طالب عليه السلام تُفسر لنا من هو ابن الانسان.
8- سفر التثنية 2: 19.
9- - تشاك ميسلر Chuck Missler في كتابه المحرقة النازية القادمة والهروب الى أيدوم.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=98029
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13