من خلال مُتابعتي لسّير العمليات شاهدتُ عدة فروقات مُتشابهة، منها الفرق بين قناة العراقية وقناة الميادين فهو يشبه كثيراً الفرق بين من يُحرر الارض وبين من يعلن التحرير !
فالميادين خصصت طوال هذهِ الفترة فريق أعلامي كامل لتغطية معارك الموصل بنقلها للعمليات نقلاً مُباشراً !
في نفس الوقت كُنت أتعمد تحويل الموجة من الميادين لقناة العراقية التي كانت مُنشغلة تارةً في أغنية قديمة لسعدون جابر وتارة اخرى في تاريخ أحد الرسامين القدماء !
لا أنكر أن هُناك بعض من مُذيعيها الابطال ومُراسليها الاسود الذين خاضوا أشرس المعارك مع جهاز مكافحة الارهاب، لكن أنا هنا اتحدث عن سياسة قناة، وليست أي قناة فهي القناة الرسمية للدولة العراقية !
لكن عند أعلان أنتهاء داعش عسكرياً في المدينة القديمة قامت العراقية بلصق عاجل (دولة الخرافة سقطت) على شاشتها المُباركة !
التفكير بهذا الأمر أخذني لشيء يشبههُ كثيراً وهو الفرق بين من يُحرر الارض وبين من يعلن التحرير فمّن يُقاتل ويُحرر الارض هم أبنائنا في القوات الامنية من جهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي فكل هذهِ الصنوف أعطت الكثير من الدماء !
واخصُ بذلك الحشد الشعبي الذي اعطى أكثر من سبعة الأف شهيد في سبيل تحرير ارض الوطن، لكن المُفارقة العجيبة والصادمة هو أن من يعلن التحرير مُرتدياً بدلته الرصاصية مُحاطاً بالقادة العسكريين يبخس حق هؤلاء المُحررين في أغلب الأحيان !
هذا مع أحترامي للسيد حيدر العبادي صاحب الـ ألفي صوت لكن انا هنا اُسمي الاشياء بُمسمياتها
هؤلاء ابناء هذا الوطن وهم من أوقفوا المؤامرة التي كادت أن تذهب بالوطن الى الهاوية فليس من الانصاف أن تبخس حقهم في كل مرة وليس من الانصاف أن تفعل كل ما تُأمر بهِ من الاميركان (هنا ايضاً رغم إني حملتك على سبعين محملاً لكن تبّين أنك تُطبق ما تؤمر بهِ ! وهذا ليس مُعيباً لكن المُعيب هو أن يكون ذلك على حساب من نذروا أنفسهم للدفاع عنّي وعّنك وعن كُرسيك الذي لا يشتريهِ أصغر مُجاهد فيهم بعفطةِ عنز).
|