الى الغيارى الشرفاء حماة الوطن ومقدساته اهدي قصيدتي عرفانا بجميل صنيعهم
الذي اذهل العالم
مِنْ نينوى اليومَ قد زفَّ الصناديدُ
بِشارةَ النصرِ في أيّامنا عيدُ
نصرٌ بهِ انفرجتْ عن أهلها كربٌ
شنعاءُ وانحسرتْ أيّامُها السودُ
فتحٌ جليلٌ بهِ الأوباشُ قد سُحِقَتْ
وعدٌ من الجيشِ أنَّ الشرَّ محصودُ
يومٌ الملاحمِ بالامجادِ مُتّشحٌ
في سفرِكَ الفذِّ والأيامِ مشهودُ
فتحٌ الفتوحِ بهِ التاريخُ مفتخرٌ
وفي صحائفهِ الغرّاءِ موجودُ
فتحُ بهِ رسمتْ أبطالُنا صوراً
كأنَّ إبداعَها في الحربِ تجديدُ
نصرٌ بهِ عاهدَ الأبطالُ موطنَهمْ
أن لا يُدَّنسَهُ وغدٌ ومنكودُ
نصرٌ جليلٌ بهِ أكبادُنا شُفيَتْ
قد أصبحتْ مزقاً فيهِ الرعاديدُ
جيشُ العراقِ بِهِ آمالنا انعقدتْ
في كلِّ معركةٍ بالنصرِ موعودُ
وأقسمَ الحشدُ حتى برَّ في قسمٍ
أن لا يواريَهمْ جحرٌ ولا بيدُ
فاقتْ شجاعتُهُ حدَّ الخيالِ فلا
تطلبْ مثيلاً لهُ فالندُّ مفقودُ
فإنَّ أمثالهُ في الدهرِ كوكبةٌ
ركبُ الحسينِ لهم حمدٌ وتمجيدُ
لولا الغيارى أُباةُ الضيمِ في وطني
لاشتدَّ في أهلهِ قتلٌ وتشريدُ
تبكي مساجدُهُ الثكلى كنائسَهُ
وليسَ فوقَهُ ثالوثٌ وتوحيدُ
والشعبُ في دولِ الجيرانِ ملتجئٌ
وعن مدائنهِ الفيحاءِ مطرودُ
لولاكَ ما انفتحتْ أبوابها سرعاً
فكلُّ بابٍ بدونِ الحشدِ مسدودُ
لولاكَ ما انفرجتْ عن شعبنا غممٌ
ولا شدا جذلاً بالنصرِ غرّيدُ
أُحذّرُ الحشدَ والأبرارَ قادته
أنْ يقطفَ النصرَ خوّانٌ ورعديدُ
لقد بذلتُم جليلَ التضحياتِ فلا
تضيّعوها فظلُّ الغدرِ ممدودُ
أمامَ وجهه سدّوا كلَّ نافذةٍ
منها تطلُّ عليكم أوجهٌ سودُ
أعيا سخاؤكمُ في الحرب ِواصفَهُ
حتى بدا خَجِلاً من نفسهِ الجودُ
ماذا أقول ؟ على طولِ العراق زها
نصرٌ تسطّرُهُ غرٌّ محاميدُ
يشدو بهِ الشعبُ مسروراً ومُبتهجاً
نصرٌ تعطّرهُ منّا الأناشيدُ
يا أيُّها الجيشُ لا ترأفْ بمُرتزقٍ
إنَّ الدواعشَ حيّاتٌ عرابيدُ
إنَّ العراقَ بكم عالٍ يمجّدهُ
فتحٌ مُبينٌ وفي التاريخِ تخليدُ
فلن ترى مثلهم غلباً غطارفةً
طعمُ الرَّدى عندهم في الحربِ قنديدُ
فتحٌ مؤزّرُ وترٌ ما لهُ شفعٌ
بينَ الملاحمِ في الأسفارِ معدودُ
في مدرجِ المجدِ حلّوا في ذرى قممٍ
وفي المعاركِ أبطالٌ صناديدُ
فتحُ الفتوحِ بهِ آمالنا انبلجتْ
فالعيشُ مخضوضرٌ والدهرُ محمودُ
لخيرِ مَنْ صمدوا وَخيرِ مَنْ وقفوا
في وجهِ داعشَ فلتُشدَ الأغاريدُ
|