• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من صفحات الفخر العلوي .
                          • الكاتب : علاء سدخان .

من صفحات الفخر العلوي

أي صفة لدى الانسان اما مكتسبة بالوراثة او متطبعة بالمعاشرة، من هذه الصفات هي الشجاعة والاباء فهاتان الصفتان متلازمتان معا في الفرد فمن المستحيل ان تجد انسان شجاع ويرضى بالظلم والاعتداء على حقه، الا اذا هو سكت عن ظلمه لغاية في نفسه او لضرورة خاصة. 
والشخصية التي نحن بصدد ذكرها الان هي من هذا القبيل فهي شخصية سليلة عز ومجد وشرف واباء وعلى مر التاريخ منذ ان تأسست هذه العائلة لم ينقل لنا التاريخ ان فيهم جبانا او يسكت عن ضيم وبأتفاق الجمهور ذلك هو سليل شيبة الحمد الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (صاحب موقعة فخ) التي اخبر عنها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حسبما يذكرون ارباب السير : 
- روى أبو الفرج الأصفهاني بإسناده عن يحيى بن زيد، عن زيد بن علي، قال: انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى موضع فخ، فصلى بأصحابه صلاة الجنازة، ثم قال: يقتل ها هنا رجل من أهل بيتي في عصابة من المؤمنين، ينزل لهم بأكفان وحنوط من الجنة، تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة. 
- وروى بإسناده عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: مر النبي (صلى الله عليه وآله) بفخ، فنزل فصلى ركعة، فلما صلى الثانية بكى وهو في الصلاة، فلما رأى الناس النبي (صلى الله عليه وآله) يبكي بكوا، فلما انصرف قال: ما يبكيكم، قالوا: لما رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله. قال: نزل علي جبرئيل لما صليت الركعة الأولى فقال: يا محمد، إن رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان، وأجر الشهيد معه أجر شهيدين. 
- وبإسناده عن النضر بن قرواش، قال: أكريت جعفر بن محمد (عليه السلام) من المدينة إلى مكة، فلما ارتحلنا من بطن مر، قال لي: يا نضر، إذا انتهيت إلى فخ فأعلمني، قلت: أو لست تعرفه؟ قال: بلى، ولكن أخشى أن تغلبني عيني، فلما انتهينا إلى فخ دنوت من المحل، فإذا هو قائم فتنحنحت فلم ينتبه، فحركت المحمل فجلس، فقلت: قد بلغت. فقال: حل محملي. فحللته، ثم قال: صل القطار، فوصلته، ثم تنحيت به عن الجادة، فأنخت بعيره، فقال: ناولني الإداوة والركوة، فتوضأ وصلى ثم ركب. فقلت له: جعلت فداك، رأيتك قد صنعت شيئا. أفهو من مناسك الحج؟ قال: لا، ولكن يقتل ها هنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة. 
ولنرجع الى صلب الموضوع، حيث ان التاريخ يذكر ان الويلات والمصائب التي حلت بآل بيت الرسول(صلى الله عليه وآله) في فترة حكم بني العباس هي اضعاف مضاعفة عن فترة حكم ال امية لعنهم الله اجمعين ومن طغاة آل العباس هو الحاكم العباسي الملقب بالهادي حيث انه استورث الحقد والظلم والفجور من ابائه حيث انه كان سادرا في الطيش والغرور، متماديا في الإثم والفجور، يشرب الخمر ويجاهر بالفسوق، كل هذا الظلم والمجون دعا العلويون إلى إعلان الثورة عليه بقيادة الحسين بن علي صاحب فخ سنة 169ه‍ في عهد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام). 
سبب خروجه رضوان الله عليه: 
كان سبب خروج الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن موسى الهادي ولى المدينة إسحاق بن عيسى ابن علي، فاستخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز بن عبد الله، فحمل على الطالبيين وأساء إليهم، وأفرط في التحامل عليهم، وطالبهم بالعرض كل يوم، وكانوا يعرضون في المقصورة، وأخذ كل واحد منهم بكفالة قرينه ونسيبه، فضمن الحسين بن علي ويحيى بن عبد الله بن الحسن، الحسن بن محمد ابن عبد الله بن الحسن، ووافى أوائل الحاج، وقدم من الشيعة نحو من سبعين رجلا، فنزلوا دار ابن أفلح بالبقيع وأقاموا بها، ولقوا حسينا وغيره، فبلغ ذلك العمري فأنكره، وكان قد أخذ قبل ذلك الحسن بن محمد بن عبد الله، وابن جندب الهذلي الشاعر، ومولى لعمر بن الخطاب، وهم مجتمعون، فأشاع أنه وجدهم على شراب، فضرب الحسن ثمانين سوطا، وضرب ابن جندب خمسة عشر سوطا، وضرب مولى عمر سبعة أسواط، وأمر بأن يدار بهم في المدينة مكشفي الظهور ليفضحهم، فبعثت إليه الهاشمية صاحبة الراية السوداء في أيام محمد بن عبد الله، فقالت له: لا ولا كرامة، لا تشهر أحدا من بني هاشم، وتشنع عليهم وأنت ظالم، فكف عن ذلك وخلى سبيلهم. فلما اجتمع النفر من الشيعة في دار ابن أفلح، أغلظ العمري أمر العرض، وولى على الطالبيين رجلا يعرف بأبي بكر بن عيسى الحائك مولى الأنصار، فعرضهم يوم الجمعة فلم يأذن لهم بالانصراف حتى بدأ أوائل الناس يجيئون إلى المسجد، ثم أذن لهم فكان قصارى أحدهم أن يغدو ويتوضأ للصلاة ويروح إلى المسجد، فلما وصلوا حبسهم في المقصورة إلى العصر ثم عرضهم، فدعا باسم الحسن بن محمد فلم يحضر، فقال ليحيى والحسين بن علي، لتأتياني به أو لأحبسنكما، فإن له ثلاثة أيام لم يحضر العرض ولقد خرج أو تغيب، فراده بعض المرادة وشتمه يحيى، وخرج فمضى ابن الحائك هذا، فدخل على العمري فأخبره، فدعا بهما فوبخهما وتهددهما، فتضاحك الحسين في وجهه، وقال: أنت مغضب يا أبا حفص. فقال له العمري: أتهزأ بي وتخاطبني بكنيتي؟! فقال له: قد كان أبو بكر وعمر، وهما خير منك، يخاطبان بالكنى، فلا ينكران ذلك، وأنت تكره الكنية وتريد المخاطبة بالولاية! فقال له: آخر قولك شر من أوله، فقال: معاذ الله، يأبى الله لي ذلك ومن أنا منه. فقال له: أفإنما أدخلتك إلي لتفاخرني وتؤذيني؟ فغضب يحيى بن عبد الله فقال له: فما تريد منا؟ فقال: أريد أن تأتياني بالحسن بن محمد. فقال: لا نقدر عليه، وهو في بعض ما يكون فيه الناس، فابعث إلى آل عمر بن الخطاب فاجمعهم كما جمعتنا، ثم اعرضهم رجلا رجلا، فإن لم تجد فيهم من قد غاب أكثر من غيبة الحسن عنك فقد أنصفتنا. فحلف بطلاق امرأته وحرية مماليكه أنه لا يخلي عنه أو يجيئه به في باقي يومه وليلته، وإنه إن لم يجئ به ليركبن إلى سويقة فيخربها ويحرقها، وليضربن الحسين ألف سوط، وحلف بهذه اليمين إن وقعت عينه على الحسن بن محمد ليقتلنه من ساعته. فوثب يحيى مغضبا، فقال له: أنا أعطي الله عهدا، وكل مملوك لي حر إن ذقت الليلة نوما حتى آتيك بالحسن بن محمد، أو لا أجده، فاضرب عليك بابك حتى تعلم أني قد جئتك. وخرجا من عنده وهما مغضبان، وهو مغضب. فقال الحسين ليحيى بن عبد الله: بئس لعمر الله ما صنعت حين تحلف لتأتينه به، وأين تجد حسنا! قال: لم أرد أن آتيه بالحسن والله، وإلا فأنا نفي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن علي (عليه السلام)، بل أردت إن دخل عيني نوم حتى أضرب عليه بابه ومعي السيف، وإن قدرت عليه قتلته. فقال له الحسين: بئسما تصنع، تكسر علينا أمرنا. قال له يحيى: وكيف أكسر عليك أمرك، وإنما بيني وبين ذلك عشرة أيام حتى تسير إلى مكة، فوجه الحسين إلى الحسن بن محمد فقال: يا بن عمي، قد بلغك ما كان بيني وبين هذا الفاسق، فامض حيث أحببت. فقال الحسن: لا والله يا بن عمي، بل أجئ معك الساعة حتى أضع يدي في يده. فقال له الحسين: ما كان الله ليطلع علي وأنا جاء إلى محمد (صلى الله عليه وآله) وهو خصمي وحجيجي في دمك، ولكن أقيك بنفسي لعل الله أن يقيني من النار. 
هل رأيتي عزيزي القارئ على مر التاريخ مثل هذه المواساة الا عند آل ابي طالب وهم من ظهر ذلك الليث الغضنفر، اين انتم ياليوث الوغى ونحن اليوم في امس الحاجة الى ابائكم وشجاعتكم لتعلونها مدوية في وسط برلمان الهزل والمجون والضِعة (هيهات من شيعة علي الذلة) ولتأخذوا حق هذا الشعب المظلوم كما كان جدكم ينتفض لنصرة الفقراء. 
وعندما اجتمع بنو هاشم ومجموعة من مواليهم ومحبيهم أذن المؤذن للصبح دخلوا المسجد ثم نادوا: أحد، أحد، وصعد عبد الله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبي (صلى الله عليه وآله) عند موضع الجنائز، فقال للمؤذن: أذن بحي على خير العمل، فلما نظر إلى السيف في يده أذن بها، وسمعه العمري فأحس بالشر ودهش وصاح: أغلقوا الباب وأطعموني حبتي ماء. 
قال علي بن إبراهيم العلوي في حديثه: فولده إلى الآن بالمدينة يعرفون ببني حبتي ماء. قالوا: ثم اقتحم إلى دار عمر بن الخطاب وخرج في الزقاق المعروف بزقاق عاصم بن عمر، ثم مضى هاربا على وجهه يسعى ويضرط حتى نجا، فصلى الحسين ابن علي بالناس الصبح، ودعا بالشهود العدول الذين كان العمري أشهدهم عليه أن يأتي بالحسن إليه، ودعا بالحسن وقال للشهود: هذا الحسن قد جئت به، فهاتوا العمري، وإلا والله خرجت من يميني ومما علي. 
وبعد ان صلى بالمدينة واخذ منهم الوعود والبيعة جاءتهم شرطة المدينة وعسكرها واصحاب السلطان العباسي، فخرج الحسين بن علي(ليس خوفا وانما حتى لا يحدث حدث في مدينة جده رسول الله) فقصد مكة ومعه من تبعه من أهله ومواليه وأصحابه وهم زهاء ثلاثمائة، واستخلف على المدينة دينار الخزاعي، فلما قربوا من مكة فصاروا بفخ وبلدح تلقتهم الجيوش، فعرض العباس على الحسين الأمان والعفو والصلة، فأبى ذلك أشد الإباء. فخطب خطبته في فخ واخذ البعة للرضا من آل محمد ودعا اهل مكة الى الوفاء ان هو اوفى والا لا بيعة في اعناقهم له، فوافته الجيوش العباسية بقيادة العباس بن محمد، وموسى بن عيسى، وجعفر ومحمد ابنا سليمان، ومبارك التركي، ومنارة، والحسن الحاجب، والحسين بن يقطين، فالتقوا في يوم التروية سنة 169هـ ‍وقت صلاة الصبح. 
وكثر القتل بين اصحاب الحسين رضوان الله عليه وذلك لفارق العدة والعدد وعرض الامان لأكثر من مرة على الحسين وهو يكرر لا امان لكم ولم يسلمهم نفسه الا بعد ان اثخن بالجراح وضعفت قوته فاجتمع عليه القوم وقطعوه كما قطع جده الحسين عليه السلام يوم الطف من قبله. 
لتنطوي بذلك صفحة من صفحات الجهاد العلوي الشيعي ضد الظلم .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=97517
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14