أعاده الله عليكم باليمن والبركة، ذلك اليوم الذي يفرح فيه الصائمون، من قطف ثمار مازرعوا طيلة شهر فضيل، وبما شاقوا وتعبوا وعانوا ماعانوه من حر الصيف، لا سيما اولئك الذين حافظوا على صيامهم، وهم يصدون اعتى الهجمات من اعداء الرسالة السماوية، هنيئا لهم رضى الله وتأييد مرجعيتنا الرشيدة، كذلك الذين يكابدون أشق الاعمال لتوفير قوت العيال
وليعلم كل أولئك أنهم الفائزون، بما صبروا ولاقوا من تعب وشقاء، وقد دخلوا واحة الرسول الاعظم، التي فيها مظلات الذخر والشرف، تلك الدوحة الناظرة البعيدة كل البعد عن كل سوء، وعن كل مايعكر صفو حياةالمؤمنين المطيعين، جزاء ماكانوا يعملون، وفيها كل خير أدخله رب العزة فيه نبينا محمدا صلى الله عليه آله، وبعيدة عن كل سوء اخرج منه نبينا صلى الله عليه واله وسلم .
العباد الصالحون هم الذين يتبؤون مراتب العلو عنده، سبحانه وهم الذين تنهمر عليهم خيرات الدنيا والاخرة، وهم بعيدون كل البعد عما يصيب الطالحون، من عذاب وخزي غير منقطع .
نعم هو يوم يثاب فيه المحسنين الصائمين، ويخسر فيه المسيئون، وهو يوم يذكر المؤمن بعطشه وجوعه، عطش وجوع يوم القيامة، فيزداد تقوى وحنوا على الفقراء والمساكين، بينما يرتكس الكافر والمنافق في غيه وانحرافه، ويتقلب في أوهام الغفلة التي تسوقه الى جهنم .
هو حقا يوم الحصاد الاكبر، الذي أدنى مايحصل عليه الصائمون والصائمات، ان يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان المبارك، ابشروا عباد الله فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم، فأنظروا كيف تكونون فيما تستأنفون .
حقا انه عيد لمن قبل صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو يوم عيد، وكل يوم يستزاد المؤمن من بر وإحسان، فهو سائر لا محالة إلى جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين، وهكذا نحن نحتاج الى النور، كي نسير على الدرب بوضوح نحو الله عز وجل، حتى نعيش بتوازن وتناغم، وسنشعل في محطات الرحمة الإلهية، من ليال القدر شموع المعرفة، لتضئ حياتنا بالسعادة
|