لوقت ليس بالبعيد وأنا أعتقد أن ثورة العشرين أنطلقت شرارتها من خان النقطة في أبي غريب، بعد أن قام الشيخ ضاري (جد حارث الضاري) بأطلاق رصاصاته على الكولونيل جيرارد ليتشمان ضابط المخابرات البريطاني آنذاك، فالماكنة الأعلامية البعثية كانت من القوة والسعة التي تجعل مفردات مثل الظوالم، الرميثة، الرارنجية تبدو غريبة في معرض الحديث عن الثورة..!! ويصبح ثائراً مثل شعلان ابو الجون قدم نفسه وعشيرته لأجل العراق، لا يساوي شيئاً أمام تضحيات ضاري المحمود الجسيمة، وحتى لو كان الأول ثائراً والآخر قاطعاً للطريق..!!
ولأجل أن لا يتكرر المشهد وحتى لا تجير الأنتصارات التي بصمها رجال الجيش العراقي والحشد الشعبي بدمائهم، الى غير مستحقيها، فالمسؤولية تحتم علينا أن نأطر بأطرٍ من ذهب كل قطرة دم سقطت، وكل دماء سالت في أرض الموصل.. كل الأسماء العظيمة وكل النفوس الأبية التي صالت وجالت بين الساحلين لتخط بهممها ملحمة جديدة للخلود، حتى حولت خلافتهم المزعومة الى أضحوكة تتندر بها الأجيال..
أذا لم نبادر فلا عجب اذا أصبحت أسماء مثل عبد الوهاب الساعدي وَعَبَد الغني الأسدي وأبو مهدي المهندس دخيلة على قواميس التحرير.. ولا عجب كذلك لو تغنت الأجيال القادمة بالنجيفيين، فهم وليس غيرهم من عثروا عليهم في مناهجهم الدراسية...!!