• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المؤسسة الدينية والخطاب المعتدل .
                          • الكاتب : شاكر عبد موسى الساعدي .

المؤسسة الدينية والخطاب المعتدل

تأمل في حياة مدمني الطائفية الدينية والسياسية ، ستجد أن كلامهم قاس جاف يبحث عن هفوات تاريخية وسياسية حدثت في الوقت الحاضر أو عبر تاريخنا الطويل المليء بالحروب والصراعات  ، ليس لديهم مستقبل مشرق ولا حياة حاضرة جديدة وإنما حياة مليئة بالصعوبات والمتاعب، لأنهم يعملون كمغناطيس للطاقة السلبية والأمراض المزمنة، فضّلوا الحزن لمئات السنين على أن يقوموا بشيء حيال وضعهم .
الحزن بالنسبة لهم هو حبوب مهدئة ومسكنة لما يحملونه من أفكار عفا عنها الزمن ، لذلك تجدهم يكثرون الحديث في التاريخ الماضي بدل العلوم الأخرى كالفيزياء والكيمياء والهندسة ... الخ, ولكن إلى أين؟ وكيف؟، هنالك من وصل لدرجة الإدمان على التاريخ والسب والشتم ، بحيث البعض منهم إذا أعتلى المنبر يسب ويشتم رجال وحضارات سادت ثم بادت ويشعر الناس باليأس من الحياة , فقد حرموا ما احل الله واحلوا ما حرم الله ويشعروا الناس كأنهم يموتون اليوم وليس غدا ، والمواطن المستمع الحزين لا حول له ولا قوة جالس ينصت بخشوع، يهز برأسه يتلقى فن البكاء والإحباط والسلبية.
هؤلاء وغيرهم من رواد الفضائيات السياسية والفضائيات الدينية إذا أعطيتهم وقتك وتركيزك تكون قد  منحتهم صلاحية الدخول إلى عقلك للعبث والتحكم به، فأما أن تنتهي إلى السلفية المقيتة والتطرف المذهبي كما فعل ويفعل دواعش العصر في عالمنا العربي والإسلامي من تدمير للإنسان وامتهان لكرامته , أو الحوار معهم وتقبل أفكارهم الشيطانية , عندئذ تجد رأسك قد امتلأ طاقة سلبية ، فتدخل في صراع داخلي تحتاج أياماً وأسابيع للخروج منه , هذا إذا استطعت الخروج، لأنك مع الوقت ستعتاد أذنك على هذه الكلمات، وستصبح مبرمجاً ذهنياً على هذا النوع من الكلام.
هم لا يريدوا منك النقاش، هم فقط يريدون منك الاستماع لهم فقط حتى يثبتوا لك بكل المقاييس أن الحياة تعيسة والحياة الدنيا زائلة ولا تعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، فتجدهم يبحثون عن مستمع أمي يسمع ولا يناقش يبكي ولا يتفاءل ، لتذكيره دوما وابدأ أن الحياة زائلة لن تنال منها شيئاً، وكل شيء مكتوب ومقدّر.
.
 هناك نفاق مبني على الكذب .. فترى السياسي الفاسد اليوم يبالغ في النفاق ويزعم أنه يتكلم بلسان مستقل , وينافق الأديب فيقال زُخرف من القول ومبالغة في البلاغة , ونفاق ذي السلطة تواضع , والنفاق من العالم مسلك من دقائق علم النفس , ومن السفيه اللئيم شر يطلب خيراً .
لذلك أحسن لنفسك وأكرمها بأن تكمل حياتك بعيداً عن ضجيجهم، حصّن عقلك منهم، تجنّبهم ولا تسمح لأي منهم أن يفرض نفسه عليك، لا تضعهم في أولوياتك، إذا كنت مجبراً على وجودهم بحياتك، تعامل معهم بحرص ولا تأخذ النصيحة منهم، دعهم يفشلون بعيداً عنك، أنت مكانك في القمة، أنت تستحق حياة رائعة.
صحيفة الرؤية الإماراتية// 4/4/2017




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=97040
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15