لو أعدنا عرض عادات بعض المجموعات التي كانت توقع بالاخر ضربات قاصمة ومنها انتزاع قلوب الأعداء والاستمتاع بتناول اللحم البشري نيئا او مشويا لقيل ان ذلك من الماضي السحيق حيث تقوم الدعاية بعروض مغايرة للمهرجانات والصور الخلابة للطبيعة والفعاليات الرياضية والدعاية السحرية للبضائع بل وللمكتشفات العلمية من ناحية ويتم الحديث عن العصر الحديث عصرنا بتستر متواصل على ما يجري واقعيا في شتى بقاع الارض ومنها مايجري في الشرق وفِي الوطن العربي تحديدا . فلم تمض ايام شهر رمضان كما حلم غالبية الناس بسلاسة بعيدا عن المفخخات والكاتم وهروب القتلة والاغتيال وشتى فعاليات تزايد العنف في بغداد الحبيبة .
فلماذا هذا الاستهداف المباشر للمواطن العادي والعمل على تدمير رغبته بحياة طبيعية او إنسانية تقليدية ولماذا تزايدت النشاطات الاجرامية ضده غير آبهة لا بالمبادئ العليا ولا بالقوانين الوضعية ولا بمستقبل البشرية ..؟
ولعل الغريب او المثير للسخرية ان الجهات المسؤولة عن الجرائم تزهو وتفتخر بنصرها وهي تُمارس أعمالها بحرفية بالغة الدقة .. فما ان يتم استهداف الأبرياء في الاسواق والمقاهي والمنتديات والملاعب الرياضية وفِي اي مكان عام حتى تعلن عن مسؤوليتها فهل مثل هذه الدعاية ستمنحها شرعية او جاذبية كي يتم انتخابها او مباركتها على ما انجزته من إنزال هذا العدد الكبير من الخسائر في الأرواح والممتلكات وشل الحياة العامة ام ان قتل الأبرياء على هذا النحو المتواصل اليومي هو اعلان حرب ..؟ حرب ضد الشعب وليس ضد المحصنين والمحميين وما الغاية في نهاية المطاف من قتل الأبرياء ..؟
لامعنى للبحث او الحديث عن مبررات عدا ان يتوحد الرأي العام للشعب بأسره بوضع حد للتناحر السياسي ووضع حد لعدم الاكتراث او التنصل من المسؤولية .
لان قراءة المشهد توضح بجلاء ان هذه الجرائم ذات أهداف محددة ووجدت من يمولها ويرعاها وينفذ لا شرعيتها ولا اخلاقياتها لانتزاع قلوب الأبرياء والتسلي بأشلاء اجسادهم عبر استعراض مباشر توخى تدمير المجتمع وشل ارادته وإعادته الى العصور المظلمة .
فهل إنزال هذه الخسائر الجسيمة في الأبرياء حقا ستسمح للقتلة بالنصر وضد من ضد الأطفال والنساء والشيوخ ..؟
وكل هذا يحدث امام أنظار ديمقراطيات أوروبا وتاريخها الحضاري والجمالي وامام المنظمات الدولية وشعوب العالم . ام انه بحسب دورات التاريخ على المنتصر ان يمشي في جنازته قبل ان يتمتع بسفك دماء الأطفال والأبرياء وينتزع أفراحهم من قلوبهم ..؟
|