لقد تركت لعبة السياسة في القرن المنصرم آثاربصماتها على سعادة وتعاسة البشرية ورسمت بشكل كبير ومؤثر ملامح مستقبل العالم بشكل فاق كثيراً تأثيرها في القرون الماضية على الرغم من الدور الكبير الذي لعبته دهاليزها المظلمة في عصر النهضة والإستعمار الحديث , وكان للعرب حصة الأسد من تأثيراتها لعوامل كثيرة تتعاضد فيها مصالح الدول الإستعمارية والحقد الأعمى على العرب وإستكثار هبات الله في ثروات ومناخ وموقع ورسالة .
لم يكن العرب في يوم من الأيام وللأسف الشديد على قدرالمسؤولية وتحمل الأعباء والتخطيط والتنظيم وتوحيد الرؤى وتقدير الآخر والتعامل بالمثل وإتقان لعبة الكبار والتكبر على المتكبرين والتواضع مع المتواضعين, ولم يكن العصر الحديث والقرن الحالي بأفضل إداءاً من سابقه بالنسبة للعرب فأغنياء عامة الشعب في لهوهم وجمع المال والسفر لاهون وفقراءه في تدبر المعيشة وتوفيق أطرافهاونظام يومي بسيط ينقضي يومهم الذي يكاد أن يكون أشد وطأة من الذي سبقه ,أما ساسته فإما وطنيون بقليل من الخبرة والحظ والكثير من المغامرة والإندفاع ومستقبل مجهول ينتهي دائماً بالمأساوية وخراب البلاد والعباد , أو دهاة بنيت مؤهلاتهم في معاهد ومؤسسات أجنبية وصُقلت شخصيتهم وغُسلت أدمغتهم من صبغة الأحاسيس الوطنية ولونت مظاهرهم بظاهر التواضع والولاء للوطن والشعب والتي تستهدف الرأي العام والخاص وباطن العمل الخفي المبرمج والولاء المطلق للجهة المؤهِلة وتنفيذ البرامج الستراتيجية وبالنفس الطويل .
أما ما نحتاجه نحن العرب الآن فرجال لوحت الشمس سحنتهم وتربوا على أخلاق ومفاهيم الوطنية التي تضع الوطن أولاً ومصلحته فوق المصالح الضيقة ونبذ الرؤى التي تتقاطع مع الثوابت الوطنية والإبتعاد عن الأنانية وتحاشي جنون العظمة التي تصيب الساسيين في كل الأزمنة والأمكنة , ونحتاج إلى بناء مراكز حقيقية الدراسات الستراتيجية التي يفتقد اليها العرب وتنمية الأفكار المبدعة وتحديداً التي تتناول الواقع الحالي بشيْ من الواقعية وإن جاءت مؤلمة ولا تمنحنا الصورة الوردية التي نأمل أن نراها .
نلمح الآن مساحة وسمة المنطقية والعقلانية في أُفق السياسة على ضوء طروحات وأفعال مؤثرة على الساحة تبعث برسالة الى من يهمه الأمر وإلى العالم إن الشعب العراقي فهم اللعبة وأشر مواضع الخلل وبدأ بتدارك الخلل وتجاوز الكبوة التي خلفت تأثيرات لن تزول قريباً , هذه الطروحات تتمثل بدعوة السيد مقتدى الصدرالجهات التشريعية والتنفيذية إلى تلبية متطلبات المرحلة وحاجات الوطن والمواطن والحفاظ على سيادة الوطن الغالي أو بالأحرى إنتزاعها .
هذه الحقائق التي هي التي تبني البلدان وتضع ألف باء المستقبل الذي يمكن أن يرضي أجيالنا اللاحقة ويؤمن مستقبلها الزاهر في وطن له موقع مؤثر على خارطة الكرة الأرضية وهو واقع بإذن الله . |