• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أين هم العقلاء ..؟  .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

أين هم العقلاء ..؟ 

 كي لايمارس الخطاب الإعلامي الدور الذي طالما مارسه وعاظ السلاطين بتأجيج الصراع ودفعه الى التصادم استنادا الى وجهات نظر غير صحيحة او غير دقيقة فأن العودة الى الواقعية وحده يسمح برؤية المشهد بكامل ابعاده وليس من زاوية واحدة ومعروف ان الأزمات الكبرى بعد ان تزول لا معنى للسؤال عن اسبابها وأبطالها وضحاياها لان اللعبة تكون قد انتهت ولكن هل حقا انها زالت ولَم تترك شيئا ام انها كالجمر داخل الرماد ...؟
أزمات العراق لم تبدأ بعد عام ٢٠٠٣ عام الاحتلال ولَم تبدأ بعد اي استيلاء على السلطة منذ لم تعد هناك سلطة تستند الى الشعب ولكنها أزمات تراكمية على مدى قرون ولَم تغادر مشهد الصراع والتصادم والفتن والفوضى وغياب القانون كي تتحول الى عملية بناء وإعمار وتشكل نسقا حديثا للدولة والمجتمع والحضارة والازمة الاخيرة مثال مازال يوضح دور الخطاب الإعلامي في دفعه نحو نهايات مجهوله وهو مثال شبيه بالأزمات التي عصفت بالبلاد من الاٍرهاب الى الخدمات الى الفساد .. الخ أصبحت مزمنة ودورية ولَم يكتوي بها الا المواطن الباحث عن حياة مستقرة وآمنة .
ومن يراقب دور وسائل الاعلام بكافة اشكالها وتوجهاتها يجد انها ابتعدت كثيرا او قليلا عن الحلول الموضوعية لها فلم يعد البحث عن الجاني هو الحل بل عدم البحث الجاد عن الأسباب التي افضت ودفعت الى ظهور الأزمات ..؟
فمن هو على صواب ومن هو الذي يسعى الى تجاوز الأزمات ..؟ هل حقا لاتوجد حلول تستبعد استخدام السلاح وسفك المزيد من الدماء التي افضت وتفضي الى العنف والى المواجهات المباشرة ..؟ 
ام نحن بحاجة الى قراءة شجاعة وصادقة ومخلصة وتاريخية يسهم بها الجميع وفِي مقدمتهم الشعب لا بالعاطفة والهوى والتشدد بل بالعقل والمنطق الذي يتمتع به العلماء واصحاب الخبرة والحكمة لوضع حد لها وادراك ان لامنتصر في حرب تجري بين مكونات الشعب الواحد .. لان الأزمات ومنها الاخيرة ان تعيد بناء البلاد بأي شكل من أشكال الادارة مادامت ثمة تدخلات تجاوزت حرمة الدم وحرمة الكرامة وحرمة الانسان وحرمة القانون  لان الحرائق ونيرانها العشوائية بعد ان تخمد لن تترك الرماد فحسب بل الجمر آنذاك لامغزى للحديث عن منتصر او عن خاسر بغياب العقل وغياب العقلاء.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=94487
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15