عندما تفرض الأنظمة الاحادية وقد استبعدت غالبية السكان من المشاركة في الحكم سطوتهاونفوذها فأنها لاتسمح للأصوات الا ان تنتحب او تبقى على قيد الحياة كي لا تبقى وحيدة وبلا عدو ضروري للإعلاء من شأن المركز ومن الحكومات آلاحادية او الاستبدادية او الدكتاتورية انها بالفعل تسمح للغالبية ان تنتحب وتولول لكنها لاتسمح لها ان تموت !
اما كيف جرى التحول من شعوب تنتحب الى شعوب تنتخب فتلك هي تاريخيا ترجعنا الى بذور الديمقراطية وتطورها بحسب تطور أدوات الانتاج وما أدى اليه الانتاج من مجتمعات لاتعتمد على الثروات الطبيعية ولا الزراعية بل على ماتنتجه المصانع خلال الثروة الصناعية وما أدى الى حقبة دخول العقول الالكترونية والعصر الحديث في مرحلة مابعد الصناعة .
انه تاريخ زاخر بالصراعات الحادة في المجتمع الواحد وفِي المجتمعات المتجاورة وعبر الكرة الارضيّة برمتها لكن لان التاريخ لايتقدم او يراوح في مكانه الا بمن يقوده فأن نظام المشاركة او العزل سيعمل على نقل الشعوب من حالة النحيب الى حتمية الانتخاب .
وإذا كانت الديمقراطية متعددة ومتنوعة في تطبيقاتها فأنها شعبيا تعني مشاركة الجميع في انتخاب مؤسساتها ومن يمثلها في هذه المؤسسات .
اذ يحق لكل مواطن بالغ الحق في الانتخاب وهذا ماجرى في العراق بعد قرون من الحكومات غير المنتجة اي الانتقال من الاستبداد والحزب الواحد الى الحرية .
ولان البرلمان دستوريا يمثل الأدوات الأكثر مسؤولية عن المجتمع ولأنه يقترح ويشرع ويراقب ويحاسب فأن تقدم الشعب سيبقى مقترنا بفعالية أعضاء هذه المؤسسة المنتخبة من الشعب ..
الا ان أعضاء البرلمان العراقي بين البرلمانات الاخرى الأقل حضورا والأقل مشاركة في إصدار القرارات الضرورية من الخدمات ومحاربة الفساد والمفسدين ومن حريات التعبير الى حقوق الانسان وفِي الوقت نفسه الأكثر حصولا على المكاسب والفوائد والأرباح بل ربما الأكثر اثارة للخلافات الثانوية وما أدت اليه من خسائر بشرية وموارد مالية أيضا وإلا لماذا ارتفع صوت الشعب بعد اربعة عشر عاما مدويا وهو يطالب بإلغاء الامتيازات غير القانونية ويطالب ببرلمان يعرف ماذا يجري للفقراء وغير الفقراء في الحياة اليومية للشعب في قرارتها النائية او في المدن الكبرى من خدمات متعثرة وفساد وسفك دماء وغياب للقانون ..
فهل هذا الاحتجاج الشعبي هو الاخر مؤامرة خارجية مدفوعة الثمن ام ان الشعب انتقل من مرحلة الانتخاب الى مرحلة النحيب والغضب .
ذلك لان الأصوات التي ارتفعت تندد بالفساد والمفسدين تطالب أعضاء البرلمان بالنزول الى الشارع والى الشعب لمعرفة مايجري خاصة ان الانتخابات على الأبواب والشعب كما يقال لن يلدغ من جحره مرتين .
|