كلّنا ندّعي - إظهاراً للتواضع  أوللاستقطاب الأخلاقي وربما تسويغاً للدعاية الإعلامية - : أنّنا نخطأ ونأثم ونغفل وننسى ... لكنّا غير مستعدّين قطعاً لبيان ولو مصداق واحد من تلكم المذكورات أعلاه .

وكم ندعو الله ولازلنا ندعوه بإلحاحٍ أن يجنّبنا الحسد والغضب ومراقبة الناس والاضطراب والتألّم لأجل توافه الأُمور ...

ولكن دون جدوى على الغالب ..

فلاندري مانصنع وما العمل ..

لامحالة ينبغي علينا جدولة أفكارنا وإعادة حساباتنا ومراجعة سلوكياتنا وقراءة أوضاعنا من جديد وبنهجٍ أكثر دقّة وعمق ، علّنا نوفَّق في العثور على الأسباب التي تحول دون بلوغ المقصود .

أشدّ مايؤلمنا هو التخلّف عن الالتزامات والتمادي في عدم مراعاة أُصول الأخلاق بفعل الغفلات ودوام الأخطاء رغم المحاسبات الذاتية التي لاتنقطع . 

يجب إدراك أنّ التشدّق بالقيم والمبادىء الإنسانية لايكفي أبداً دون البلورة الميدانية والممارسة العملية لها بكلّ وضوحٍ وشفّافية . 

كارثيٌّ  أن نعاني عقدة الذنب دون أن نجد حلّاً للخلاص منها ..

وعظيمٌ هو الانطلاق بثقة عالية لمواجهة الآلام بأفكارٍ منهجية منطقية ..

إذن علينا أن لانفقد الأمل مطلقاً مادام القلب ينبض والعقل يحفر .

كما علينا تقبّل النقد الذي يؤجّج في أعماقنا جذوة الانتفاض على النقص المتصاعد فينا . 

ماأحوجنا إلى استشارات ، گعدات ، جلسات ، حوارات ... تقودنا إلى عجينة حلّ ، فكرة ، ابتكار ، تذكير ...