قبل الطوفان بنبوءة..
قرروا:
أن يمنحوه شهادة ولادة!
الشرط حينها: ان يولد مصلوباً!!
على جذوع النخل..
أو على أصابع اولاده!!
ولو على أعمدة الأراجيح!!
لكن هذا الشيخ مازال صغيراً.
وسيماً رغم الخدوش..
مفعماً بالحياة كرائحة الخشب المبلل..
منهكاً كحطاب مصاب بالعقم..
بعد ألف نبي:
يجاء به مغلولاً كأسير مرتد..
يُمنح اسماً لا يعرف معناه!!
أجيال من الخناجر تطلب أحشاءه..
يستجدي كسرة عشق..
أو رشفة ذكرى جميلة!!
أو وقتا مستقطعا..
بلا جدوى!!
فكل الورثة حصتها خاصرته..
لم يدخر دمعة من نهر..
فجلود حوارييه تعاني الجفاف والعقوق..
أظافرهم تصلح ان تكون صليباً أكثر قسوة..
أيامه كلها موحشة كليل عاصف..
صنعوا له قبراً يليق بآلامه..
فقط لينقشوا عليه رقم حسابه السري..
يبتسم مستسلماً..
يرشون ماء الورد..
يبثون بخورهم..
وما دفنوه ولكن شُبه لهم!!
فدفاتره تغص بالثارات والثورات..
لكنه سيبعث تارة أخرى؟
وسيسحل في الأزقة بلا ثورة او انقلاب..
فمثله لا يولد إلا مصلوبا!! |