أجاب المرجع الديني الاعلی سماحة آیة الله السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله الوارف عن سؤال حول” علم او عالم الذرة”
السؤال: ما هو علم او عالم الذرة؟
الأجابة: باسمه تعالى
قال الله تعالى(واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على ذلك الست بربكم قالوا بلى).
اختلفت الروايات في تفسير الآية فهناك العديد من الروايات تبين انه هناك عالم يسمى بعالم الذر خلق الله البشر كلهم على صورة الذر وهذه السؤال والجواب كان في ذلك العالم وهذه الروايات رواها العامة والخاصة وبعضها صحاح، ففي الكافي عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن ابن اذينة عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل(حنفاء لله غير مشركين به) قال: الحنيفية من الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لخلق الله قال: فطرهم على المعرفة به قال زرارة: وسألته عن قول الله عز وجل(واذا اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى) الآية، قال: اخرج من ظهر آدم ذريته الى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم وأراهم نفسه ولو لا ذلك لم يعرف احد ربه….
وفي تفسير القمي عن ابيه عن ابن ابي عمير عن ابن مسكان عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى(واذ اخذ ربك من بني آدم…) قلت: معاينة كان هذا؟ قال: نعم فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ولو لا ذلك لم يدر احد من خالفه ورازقه فمنهم من اقرّ بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه فقال الله(فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل).
وروي في الدر المنثور عن ابن عباس في قوله تعالى(واذ اخذ ربك من بني آدم…) قال: خلق الله آدم وأخذ ميثاقه انه ربه وكبت أجله ورزقه ومصيبته ثم اخرج ولده من ظهره كهيئة الذر فأخذ مواثيقهم انه ربهم وكتب آجالهم وأرزاقهم ومصائبهم.
وهذا المعنى وان انكره جماعة لكنه ليس غريبا مخالفا للعقل والشرع خصوصا مع ما نراه من التطورات العلمية في هذا العصر حيث تمكن الانسان مع قدرته المحدودة من الاستنساخ وتوليد حيوان كامل بتطوير وتكميل خلية وذرة واحدة فكيف بالله القادر على الاطلاق تعالى شأنه؟
ويظهر من بعض الاخبار واختاره بعض المفسيرن ان الآية كناية عن الفطرة وكون الناس مجهولين بحسب الفطرة والغريزة على معرفة الخالق، والطوارئ والظروف هي التي توجب انحرافه عن ما يقتضيه فطرته والى هذا أشار الحديث المشهور(كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه)، ثم انه على تقدير وجود عالم آخر يسمى بعالم الذر فليس معناه ان الانسان مجبر على قبول الولاية او رفضها وان السعادة والشقاء أمران ذاتيان في أفراد الانسان وانما كل ذلك يكشف عن وجود مقتضيات الخير او الشر في الانسان ولكنه مختار في اختيار احدهما. |