الوافر بمناسبة ليلة الإسراء والمعراج
هــدىً أنزلتَ أحمدَ والكتابا **لقدْ فتحا إلى الإسلام ِ بابا
تكاملَ فيهما شرعٌ رحيبٌ * فهلْ عذرٌ لمنْ ضلَّ الصوابا؟
ومولدُ أحمدٍ ملأ البرايـــا*** فسبحانَ الذي أعطى وثابـا
بيوم ٍ شعَّ للأكوانِ ِ نـورٌ ***فطوّقَ في فضائلــهِ الرقابــا
وْلمْ يقصرْعلى زمنٍ وأرض ٍ * فكانَ لعرشِ ربّكَ منهُ قابا
فمنْ مثلُ النبيِّ لهُ خصالٌ ***ومنْ يسطيعُ أنْ يأتي الكتابا
ومنْ لهُ مثلهُ عزٌّ وأصلٌ ****وبأسٌ إذْ يصولُ به الحِرابـا
وقبضُ نوالِهِ دينٌ وخلقٌ *** ببعضِ ِ عطائهِ فاقَ السحابــا
لقدْ بلغَ الكمالَ وبي قصورٌ * فقولوا- إنْ عجزتُ -:لقد أصابا
***************************************
هي الأيّامُ لا تعطي جوابــــا ***قللـّتَ اللومَ أو زدتَ العتابـا
ذرعتُ الأرضَ في عيني سؤالٌ ** علامَ الظلمَ يُحتلبُ احتلابا
وننسى أننـّا بشـــرٌ فنــاءٌ ****وننـسى لم نـــزدْ هذا الترابــا
فعفوكّ إنْ تحلـّلنا الخطـايــا*** ألآ يا ربُّ مــنْ يطقْ العقابــا
ترانا في النقيض ِلما خُلقنا *** نمجُّ الحقَّ نستسقي السرابــا
فما نحن ُعلى خط ٍّ ســـويٍّ**** بنــاهُ المصطفى خُلقاً لُبابــــا
فلمْ أرَ مثلَ دينِ الناسِ ردعا***** إذا أغـرتْ ذنوبهموالذنابى
إذا ما المـرءُ حرٌّ في قــرار ٍ *****بفيهِ علقمُ الأيّـــام ِ طابــا
وإنْ حكمَ العبيدُ بأصغريهِ *****يـرى فــــي لـذّة الدّنيا عذابا
فليسَ العمرُ أيـــاماً وعيشاً *****ولكـــنْ ما تسجّلهُ اكتسابـا
لذكر ٍأو لجيل ٍ أو ليوم ٍ *****تُحاسَبُ فيهِ لو تدري الحسابا
لما زلـّتْ يمينك أو شمـــــالٌ ***ولا ذاقَ اللسانُ بــــهِ كِذابـــا
ولا تجري دماؤك نحو زيـغ ٍ***** ولا جرماً تطاوعــهُ ارتكابا
ولستُ بواعظٍ أحداً فأولــــى *****بنفسي أنْ أذكّـرها المصابــا
خذوا هــــذي الحياة َ وما عليها ***ذروني أنْ هـــذا القلبَ ذابـا
***********************************
حنــانكّ يا رســــــــولَ اللهِ لمّا ***رضيتُ اللهَ حكماً واحتسابا
ولمّا الشــيبُ لاحَ فقلتُ أهلاً*** وودّعتُ الغواية َ والشبابــا(1)
وما أنْ شبتُ منْ كبر ٍولكنْ ****رأيتُ من المظالمِ ما أشابا(2)
ولمّــــا لمْ أذقْ أمنـــاً بوكري *** قنعتُ بأنْ أعيشُ هنا اغترابا
أغـــــرّدُ ما أشاءُ بلا رقيبٍ ***ولكنْ أينَ من يعــــــــطِ الجوابا؟
أردّدُ في قرارةِ نفــسِ ِ حرٍّ *** كفـــى ، فالفردُ أصــــغرُ أنْ يهابا
" فلمْ أرَغيرَ حكمِ اللهِ حكمــاً ****ولمْ أرَ دونَ بابِ الله بابــــا " (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1), (2) تضمين لبيتي أبي فراس الحمداني مع بعض التغيير لما تقتضيه القصيدة
(3) البيت للشاعر أحمد شوقي |