
اعتبر وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، الاثنين، من العاصمة اليونانية أثينا أن ما يقوم به تنظيم “داعش” في العراق استهداف للدول الأخرى.
وقال الجعفري خلال كلمة ألقاها، اليوم، في “منتدى الحضارات العريقة” المنعقد في أثينا، إن “حضارتنا اليوم مهددة، والإرهاب المعاصر يهدد الحضارة كلها”، مشيرا الى أن “العراق وهو مهد الحضارة تعرض لحالة من التخريب على يد الدواعش وتخريب لنفسية الإنسان وعبث بهويته الفكرية، فضلا عن انه حاول دحر التراث والإرث الحضاري”.
وأضاف الجعفري، أن “ما تقوم به داعش اليوم في العراق ليس استهدافا للعراق، بل هو استهداف للعمق والمستقبل الحضاري، واستهداف لدولكم، لأن هؤلاء لا يميزون بين بلد وآخر ويريدون أن يغتالوا الثقافة وكل شيء تقوم عليها ثقافة”،
واكد الجعفري “علينا أن نـُكثـِّف جُهُودنا؛ للحفاظ على حضارتنا الحقيقـيَّة؛ وما دامت الحضارة تستهدف الإنسان كهدف تـُريد خدمته، وتـُقيم الحاضرة الجديدة على أساس مُراعاة حقوق الناس يجب أن نـُشيعها، ولا نكتفي بالظواهر المدنيَّة.. يجب أن نـُشيع ظاهرة الحضارة.. كلُّ شيء له علاقة بالإنسان، ويحترم الإنسان، ويحترم الطفولة، ويحترم المرأة، ويحترم الشيخوخة، ويحترم كلَّ مُفرَدة من مُفرَدات الإنسانيَّة ينبغي أن نتمسَّك به”.
وبيـَّنَ أنَّ “هدف كلِّ حضارة هو الإنسان، وليس غير الإنسان؛ ومادام هذا هو الهدف فلابُدَّ أن نتمسَّك به، ونـُدافِع عنه، ونحفظ هذه الحضارة؛ حتى تمشي من ضفة الانطلاق من هذه الدول؛ لتنتهي إلى ضفة مُستدِيمة تـُعمِّم خيراتها، وثقافتها على كلِّ شُعُوب الأرض”.
وذكر الجعفري “يُعاني الإنسان اليوم من المرض، والجهل، والجوع، والتمييز العنصريِّ، وتقسيم العالم على أساس عالم الشمال، وعالم الجنوب، عالم الشمال 20% يتمتعون بـ80% من الثروات، وعالم الجنوب 80% من الناس يتمتعون بـ20% من الثروات.. وهذه الحالات تتطلـَّب أن نـُجنـِّد كلَّ طاقاتنا من أجل مُواجَهتها”.
واضاف “حان الوقت لأن ترسم دول النشوء، والأصالة الحضاريَّة التي تـُمثـِّلها هذه الدول معالم المسار الحضاريِّ الجديد، وتعمل على إشاعة ثقافة حضاريَّة لا تـُفرِّق بين البشر إلا بمقدار ما يكون أكثر عطاءً، وأكثر إنتاجاً، وأكثر إنسانيَّة مع الآخرين.. نحن نتطلـَّع من هذا المُؤتمَر لأن يرسم معالم الوئام الحضاريِّ، والمَحبَّة، والأخوَّة الحضاريَّة الجديدة”.
واشار الجعفري الى ان “ما يجمعنا في هذه القاعة هو الأصالة الحضاريَّة التي نتمتـَّع بها.. ونحن مدعوون لئلا نكتفي بأن نكون بلدان الأصالة الحضاريَّة، وإنـَّما لابُدَّ أن نكون بلدان التجديد الحضاريِّ.. لا أصالة بلا تجديد، كما لا تجديد بلا أصالة، ولا تـُوجَد أصالة لا تـُجدِّد نفسها بمُرُور الزمن، كما لا يُوجَد مَن يحترم نفسه، ويُريد أن يُواكِب الزمن، ويتجدَّد مع الزمن من دون أن يتمسَّك بخُيُوطه الأولى، وبأصالته القديمة، وهذه توافرت في حضاراتنا”. |