بسم الله الرحمن الرحيم

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}..

      التحق في صباح يوم العيد الشهيد الطفل علي جواد الشيخ الذي لم يتجاوز 15 ربيعاً لينظم الى كوكبة شهداء الحق والحرية وليكون شاهداً على فداحة البطش والظلم والتدني الأخلاقي الذي تجاوز كل المعايير الدولية والأخلاقية والإنسانية وضربت بقداسة هذه الأيام المباركة عرض الحائط.

    هذا الطفل الشهيد الذي انضم إلى قافلة الشهداء الكبيرة التي قدمها شعب البحرين بين طفل صغير وشيخ كبير وامرأة مقعدة وشاب وشابة والتي زينها اليوم الشهيد علي الشيخ لتصل إلى ما يناهز الـ 39 شهيداً. 

    لا يمكن أن نظهر المسألة وكأنها مشكل سياسي كما يسميه البعض، فإن حجم التضحيات التي قدمها هذا الشعب وما زال وعمق الجراح هي انعكاس للارادة الشعبية التي تتطلع إلى أن تكون مصدر السلطات وصاحبة السيادة الحقيقية في الوطن عبر حياة ديمقراطية عادلة ومؤسسات منبثقة من إرادة شعبية حرة.

    إن من المعيب أن تخرج علينا السلطة والتي من المفترض أن تكون حامية للشعب أن تقوم بقتل أبنائه تحت أي ظرف، كما أنها تتستر على عمليات القتل الممنهج عبر وسائل واهية منها مكافأة وزارة الداخلية 10 آلاف دينار للبحث عن القتلة؟ وكأنها تبرأ نفسها وتحاول أن تخفي هذه الجريمة وتتجاوزها؟

    إن السلطة التي كشفت قضايا القتل والاعتداءات المزعومة مثل قضية دهس الشرطي أو قطع اللسان وغيرها من القضايا السابقة في فترات قياسية نتعجب كيف تعجز عن اكتشاف قتلة الشهداء الأربعين لا سيما شهيد يوم العيد الذي سقط في وضح النهار!!!

    ما تشهده مناطق البحرين كافة وبشكل يومي من استخدام مفرط للقوة وعنف غير مبرر ضد متظاهرين سلميين عزل وقتل عمد ستكون له نتيجة حتمية بسقوط المزيد من الشهداء والضحايا وستتأكد مسؤلية السلطة عنها..

     نعزي عائلة الشهيد ونحيي إصرارهم على عدم التوقيع على تقرير مستعجل يراد من خلاله التستر على حادثة الاستشهاد، ونهنيء شعب البحرين بهذا الشهيد الجديد الذي يسقي شجرة الحرية والكرامة والديمقراطية.

الخلود والرحمة لشهدائنا الأبرار، والشفاء للمرضى والجرحى، والفرج العاجل لكل المعتقلين الشرفاء..

المنامة – البحرين

31 أغسطس 2011م