هناك مبدأ في القاموس السياسي يقول (ليس هناك شيئ اسمه صدفة و انما هناك تخطيط و تدبير) و من خلال قراءة للمشهد العراقي نلاحظ ان هناك عدة احداث حدثت على الساحة السياسية العراقية يجب التوقف عندها و تحليلها تحليل موضوعي .
اولا / زيارة وزير خارجية الكيان السعودي الجبير المفاجئة للعراق و التي انطلقت من السفارة الامريكية في العراق و للعلم فأن هذه الزيارة لم يعلم بها لا رئيس الجمهورية و لا رئيس الوزراء و لا وزير الخارجية و انما تم ابلاغ هؤلاء أشباه الرجال قبل ساعة من اجتماعهم بالجبير و الأمر الغريب و المثير للريبة و الشك هو التغيير المفاجئ في سياسة الكيان السعودي بدرجة 180درجة في التصريحات و الخطاب السياسي اتجاه الحكومة العراقية و الشيعة بوجه خاص حيث كان الكيان السعودي و اذنابه مما يسمى (اتحاد القوى) لاكثر من ثلاثة عشر عاما يعتبرون الحكومة العراقية هي حكومة عميلة لايران و الشيعة هم كفرة و فرس مجوس و صفويين و يجب قتلهم و استباحة اموالهم و اعراضهم و صدرت المئات من الفتاوى التكفيرية علنا و على الفضائيات من وعاظ ال سعود و هذه الحقيقة لا يختلف عليها اثنان و قام الجناح العسكري لال سعود في العراق و هي القاعدة و داعش و اخواتها بقتل عشرات الالاف من الشيعة قي العراق و قد اتكأ الارهاب في تنفيذ اهدافه الظلامية على مرتكز فكري على افكار الضال و المضل (محمد عبد الوهاب) مؤسس الديانة الوهابية و التي تدين بها كل محميات الخليج .
فبين ليلة وضحاها تغير الخطاب الديني و السياسي للكيان السعودي من اعتبار الشيعة كفرة صفويين و فرس مجوس الى وصف الشيعة بأنهم عرب اقحاح و لهم قوميتهم العربية و يجب احتضانهم و الدفاع عنهم ان هذا البكاء المريب و المثير للشك هو اشبه (بدموع التماسيح)
ثانيا / عقد مؤتمر ما يسمى (مؤتمر انقرة) تحت عنوان وحدة و بناء العراق و ابطال هذا المؤتمر كانوا جميعهم اما مطلوبين للقضاء بجناية الارهاب او عملاء للكيان السعودي و قطر و الاردن مثل خميس الخنجر و هو مدير المركز التجاري الاسرائيلي في قطر و يمتلك ثروة تقدر 2 مليار دولار !؟
و قد ادعى هذا العميل في برنامج بالحرف الواحد بتاريخ 15/3/2017 الذي تبثه فضائية الارهاب و البعث (الشرقية) بانه تربطه علاقات حميمة بالمدعو (فالح الفياض) رئيس جهاز الامن الوطني و المدعوا الشيخ (عبد الحليم الزهيري) القيادي في حزب الدعوة الاسلامية و صدقت الحكمة التي تقول (حاميها حراميها) و هناك المطلوب قضائيا بجنحة الارهاب طارق الهاشمي و سليم الجبوري و مثنى حارث الضاري و رافع العيساوي و العشرات من هذه الجراثيم .
في كل دول العالم التي تدعي الديمقراطية و بما فيها أمريكا تعتبر اي سياسي يعقد اجتماعا خارج بلاده مجرما و يحاكم بتهمة الخيانة العظمى الا في العراق الجديد فانه يعبر هذا السياسي بطلا وطنيا .
مجموعة من الارهابيين و العملاء يعقدون اجتماعا برعاية المخابرات التركية و السعودية و القطرية و هؤلاء العملاء يصولون ويجولون في بغداد كما يحلوا لهم دون ان يستطيع اي مسؤول ان يحاسبهم فرئيس الوزراء قال كلمات خجولة و بائسة بحقهم و هي انه غير موافق على هذا الاجتماع اما وزير الخارجية الفارس و البطل الهمام فانه مازال يعيش في احلام العصافير و يحلم احلام اليقظة في الشفافية و الموزائيك و الكاشي و الفرفوري و مازال لدى الشعب العراقي مثل هذه القيادات التي تعتبر فلتة زمانها فليستعد هذا الشعب المسكين الى سماع بيان رقم واحد وعودة البعث الاسود على ظهر الدبابت كما حدث في انقلاب 8 شباط الاسود و هو متوقع في اي لحظة بعد ان اكتملت كل خيوط المؤامرة و لم يبقى الا تحديد ساعة الصفر .
ان اجتماع خفافيش الظلام في انقرة التي تعتبر الحديقة الخلفية لتنظيم داعش الارهابي هي رسالة الى الحكومة العراقية المنبطحة مفادها اننا نتأمر عليكم علنا و وفي وضح النهار و ما عليكم سوى الاستسلام للأمر الواقع و هذه حقيقة علمية مارسها الارهابيون على ضوء علم النفس و التي يطلق عليها (عقدة الخصاء castration complex) .
و قد ايقن هؤلاء الارهابيون ان الحكومة العراقية برمتها هي تعاني من هذه العقدة النفسية نتيجة للحرب النفسية الممنهجة التي مارسها البعث خلال السنوات الماضية منذ سقوطهم عام 2003 و لحد الان و قد نجحوا للاسف الشديد في ذلك لان ساسة العراق هم اشباه رجال و لا رجال و كلمة الساسة هي اكبر من حجمهم و مستواهم لذلك على هؤلاء الساسة المازوخين ان يراجعوا المصحات النفسية لانهم لم يجلبوا للشعب العراقي غير الخراب و الخزي و العار و اسقاط عقدهم النفسية على الشعب و لم يكونوا بمستوى المسؤولية و الاحداث لذلك يجب عليهم تسليم مقاليد الحكم الى رجالها و فرسانها و اهلها و هم رجال الحشد المقاوم المبارك (اسود الولاية) قبل فوات الاوان و في وقت لا ينفع الندم لان هذا الحشد المبارك هو شمس العراق و شمس المستضعفين التي لا تغيب قال تعالى ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون)) صدق الله العلي العظيم......و العاقبة للمتقين |