• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مرآة آثام القرون!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

مرآة آثام القرون!!

هذا الصباح تقول الأخبار , أن الحكومة الفلانية قد وضعت السَنة الماضية في ظهر المرآة , وأخذت تنظر إلى سلوكها بمرآة العام الجديد!!

 

فتحيرت من الخبر , لأننا أقوام نلطخ مرآة وجودنا بالآثام , ولا نمتلك طاقات نفسية وروحية وسلوكية لوضعها في ظهر المرآة , وإنما نبقى نحدق فيها جيلا بعد جيل , ونبني عليها ونطورها , ونجعلها رافدا لخيالنا الممعن في التحليق برموزها إلى فضاءات لا بشرية , ونصنع من أنفسنا عبيدا لأوهامنا المتعاظمة.

 

والأمثلة عديدة ومتكررة في مسيرتنا الطويلة , ويصعب أو يستحيل علينا مبارحة هذه النمطية السلوكية الجاثمة على صدورنا , والمُعطلة لتفكيرنا والحاجبة لرؤيتنا المتناغمة مع زمنها.

 

فنحن ننبش أطمار التأريخ ونأتي بأسلابه ونتمرغ بها ونعظّمها ونحوّل أصحابها إلى مخلوقات إلهية لا تمت إلى البشرية بصلة أو تفاعلية , وكأنهم لم يدفنوا في التراب , ولم تتحول عظامهم إلى رميم , وإنما هم أحياء فاعلون في حاضرنا ومستقبلنا ويقررون مصيرنا , ويتسببون في صناعة مشاكلنا وتحقيق نواكبنا الشنعاء.

 

وما يجري في واقعنا نسخة مشوهة لحالات منقرضة متصورة على أنها هكذا أو يجب أن تكون كذلك , وإلا فعلى الحياة أن تنتفي والزمن يتوقف , والجحيم يتأجج.

 

وفي هذا السلوك السلبي التراكمي تكمن نظرتنا المشوّهة لما يرتبط بوجودنا , وهويتنا الإنسانية وقيمتنا الحضارية والتأريخية.

 

فكأننا مجتمعات المرايا المشروخة المشوهة التي تمنعنا من رؤية ملامحنا بوضوح وصدق وشفافية.

 

ووفقا لذلك تكون تصرفاتنا وتفاعلاتنا اليومية المؤججة بوقود أصحاب المصالح والغايات المتنوعة , مما يؤدي إلى تداعيات خطيرة وويلات مريرة.

 

فهل سنرعوي وننطلق من الآن إلى الغد , ونتحرر من سلطة كان , وقيمومة مضى وما إنقضى؟!!

علينا أن نتساءل ونبصر بعيون العقل , ونتعرف على بديهيات الأمور قبل أن نلفى كلَ تميمةٍ لا تنفع!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=90666
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12