النجف الاشرف /احمد محمود شنان
أقام الملتقى الثقافي لأدباء العترة إحدى منظمات المجتمع المدني الناشطة والفاعلة في الوسط الثقافي النجفي أمسية رمضانية يوم الجمعة 26/8/2011 في مجلس الوجيه السيد صاحب الميالي تناول فيها تأريخ العشائر في العراق والنجف الاشرف.
المؤرخ والباحث الأستاذ منذر جواد مرزه تناول في بحثه التأريخي دور العشائر العربية في العراق والنجف من الاحتلال البريطاني والعثماني للعراق وما قامت به من ادوار بطولية ومواقف شجاعة لمواجهة الاحتلال وإنهاء وجوده ،مما دفع المحتلين إلى البحث عن طرق ووسائل لإضعاف هذا الدور فعمدوا إلى إشعال الفتن والحروب فيما بينها بالإضافة إلى تقوية عشيرة على حساب عشيرة أخرى من خلال الدعم الاقتصادي وتقديم امتيازات إلى البعض منها والاستحواذ على الأراضي الزراعية لبعضها ومنحها إلى الأخرى وهذا ما أجج نار الفتنة وأوقد الحروب بين تلك العشائر.
من بين المواضيع التي تناولها الباحث هو التنوع العشائري الذي تتميز به النجف الاشرف نتيجة الإقبال عليها لأجل تحصيل العلوم الدينية وإقبال الزائرين على السكن فيها بالإضافة إلى سكانها أضفى ذلك إلى تنوع في النسيج العشائري للمدينة.
الحضور الذين تنوعوا كما تنوعت العشائر النجفية كان من بينهم علماء دين كالسيد صدر الدين القبانجي والسيد محمد الياسري وشيوخ عشائر وعمداء اسر علوية ووجهاء ومسؤولين وباحثين أشادوا جميعاً بتلك الأمسية ودعوا الباحث إلى ضرورة أن يطبع بحثه نظراً لأهمية وغزارة المعلومات التي تضمنها بخوص العشائر وتوثيقه لحقب زمنية مهمة في تأريخ العراق.
ما أضفى على أجواء الأمسية طابع النقاش والحوار بعد أن فتح باب المداخلات هو الاتفاق والتسليم بكل المعلومات المذكورة ما خلا موضوعاً واحداً كان نقطة اختلاف في الآراء بين الحضور والمتعلق بالتكتل العشائري الذي شكل في النجف الاشرف عقب توالي الهجمات الوهابية على المدينة وهو ما يسمى بـ(الزكرت)الذي شكل من مجموعة مقاتلين مسلحين لمواجهة تلك الهجمات المتكررة على المدينة لتحدث بعد ذلك حادثة قتل لأحد الوجهاء الذي اتهم بالتواطىء مع الحركة الوهابية مما دفع مريدوه إلى تشكيل تكتل عشائري عرف بـ(الشمرت)ليكون نداً وخصماً للأول ما دفع وبحسب الكثير إلى جر المدينة نحو صراع دام استمر لمائة سنة ذهب ضحيته العديد من الأبرياء من أبناء المدينة وطلبة العلوم الدينية،وقد تمنى الحاج نجاح أبو اصيبع الشخصية المعروفة أن لا تتكرر تلك التجربة المريرة في النجف الاشرف،فيما اعتبرها البعض الأخر من ابرز ملامح الشجاعة والتضحية لمواجهة الاعتداءات على المدينة .
ومع ختام الأمسية التي شارفت على منتصف الليل قدم الدكتور الحقوقي محمد عنوز والأستاذ حازم الكعبي درعي الإبداع بأسم اللجنة الشعبية لعاصمة الثقافة الإسلامية إلى كل من الباحث والمؤرخ الأستاذ منذر جواد مرزه رئيس الملتقى الثقافي لأدباء العترة وصاحب المجلس السيد صاحب الميالي لاهتمامهما البالغ في اغناء وإثراء الحراك الثقافي الذي تشهده المدينة بالعديد من الاماسي والجلسات والندوات والملتقيات التي تعزز الثقافة وتنشرها بين أبناء عاصمة الثقافة الإسلامية. |