
استطاعت فتوى الدفاع المقدس من خلق حراك فكري ساهم في تفعيل اسس الهوية الانسانية ، فصارت الفتوى هي الملهم الحقيقي والقوة الضميرية الباعثة للموقف الانساني العام ، ، بمعنى اقرب هو بعث القوة المؤمنة المدركة لمفهوم الالتزام بالقيم والابتعاد عن الدافع الانفلاتي ، مثل هذه القوة ، لابد ان تردف بالوعي والانتماء لتمتلك كل هذا التأثير الروحي الذي حققته فتوى المرجعية المباركة ، ولو تأملنا في دوافع تاسيس ميليشيات داعش وغيرها لعرفنا ان جهزت واسس لتخلق احتدام عالي الصراع ، فحولوا بعض الخلافات الفرعية والتي كانت في الامس موائد ثقافية لحوارات فكرية الى منطوق وحشي المعاني لايمتلك سوى التكفير والالغاء سعيا لتذويب روح الالفة العراقية المسالمة تغييب الثقافة والوعي ، فكان المخطط سحب جميع اطراف المواجهة الى النزاع بهمجية الانفلات ، فكان التهديد الداعشي صريحا وهو تصفية جميع المذاهب والامم التي لاتؤمن بما يعتقدونه هم وقتل وتصفية من يخالفهم الراي حتى وان كانوا من نفس الانتماء المذهبي ، روح عنجهية عالية امتلكها الدواعش كنقاط انفتاح على العالم ، في حال ان الوعي المرجعي انصهر في فتوى الدفاع المقدس عبر التحرك الواعي يطالب الشعب العراقي بالتمسك القوي بقيم الاسلام وعدم التخلي عن تلك القيم بحجة الحرب ، وهذه هي قيم ائمة اهل البيت عليهم السلام ، وهس قادرة على بذر روح الامان في نفوس الاجيال القادمة ، فكانت الفتوى المباركة نداء للدفاع عن الوطن ـ الدين ـ الانسان ، وكانت دعوة لتجهيز مرتبة الفضل الذي وهبه الله الى الانسان المجاهد في سبيله ، لكن مع الاحتفاظ بروح تلك القيم التي اوجدت لنا حدودا وادابا لابد ان تراعى حتى في المواجهات الخشنة ، سعت الفتوى الى تقديم الجانب التضحوي باعتبار الشهادة نصر والاحتفاظ بالقيم التي تبقينا في جوهر الانتماء فوز والايمان بها اكبر من نصر ، فاعدت المرجعية الشريفة دروس تربوية للشباب وللمقاتلين تعزز فيهم روح الاسلام ، لتترسخ هذه القيم جذريا في المجتمعات المؤمنة هي وصايا نبي عليه وعلى اهل بيته افضل الصلوات ، لاتغالوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا صبيا ولا امرأة ولاتقطعوا شجرة ، اندهش العالم كله لقوة استجابة الشعب العراقي لفتوى المرجعية واعتبرها العالم دليل وعي الشعب وفهمه المدرك لمعاني الفتوى المباركة ، والتي تمثلت بتنمية البناء القيمي في نفسية كل انسان على مختلف الانتماءات والمستويات وهذا يوضح فعالية القيم الجوهرية واثرها على حياة المجتمع برمته ، لذلك نجد ان الفتوى قد تمكنت من احتواء مشاعر الناس لما تمتلك من حقيقة ـ واستطاعت خلق فعل تغيير الموقف والمحافظة على القيم الجوهرية لأستيعاب الامة والتغلب على جميع الشبهات التي حاول الاعلام المنحرف اثارتها ، لخلق خلخلة سمعة لا أكثر عساها تزحزح من موقف العالم المعجب بالفتوى المقدسة ، واهم ما سعت له الفتوى هو نشر ثقافة الاسلام الحقيقية بين الناس دون ضغط أو اكراه ، وهكذا كانت الفتوى مشروع سلام ومحبة وايمان ،هي المعاني السامية لطلاق فتوى الدفاع المقدس ، |