تعبت من السفر،
فهذا الوجود ،كل محطاته حفر،
كلما اقتنيت تأشيرة للهجرة،
سافر في الضجر،
يتلوني الغروب عند كل شروق،
وكلما اقتربت من غابة كي أشم بعض اخضرار ، تعرى من أوراقه الشجر، وكلما اقتربت من البحر ، ارغى وأزبد، وتراجع وراء، وأسدل بيني وبينه حجابا من الزبد، كأني الحجر، والسماء حين أرفع رأسي للدعاء، تسود عوض زرقتها، وتقمع رذاذها،فلا ينزل المطر، حتى ابني الذي في بطن زوجتي، تخطى التسعة أشهر في بطن أمه، وأعلنها اعتصاما داخل رحم، ارتضاه أول وآخر مستقر، تعبت من السفر، ما الذي يجري في حقيقة أمري؟ أهو مجاز الواقع؟ لست أنا من هواة الاستعارة، اذا ما المعنى مشى في الشوارع وظهر، أسافر ثانية ، أنا المسافر بلا حقيبة، الا من قلب اعتاد أن يخرج عن وجعي، وأن يعقد اتفاقية مع الجسد، اذا سافرت يوما ، على أحدهما أن يحرس مفاجأة القدر.
22=8=11
|