الجامعات العراقية، الاماكن الاكثر فساداً في العراق، وعلى جميع الاصعدة، المالي منها والاجتماعي، حيث نقلت احدى الطالبات، الى برنامج "من الواقع" وعلى قناة "هنا بغداد"، حادثة تكاد ان تكون مألوفة، حيث قالت انها قد تعرضت، للوقوع في علاقة غير شرعية، مع استاذ جامعي، مقابل اعطائها علامة عالية، في مادة معينة.
اليوم تخضع المفاصل التربوية، في الدول الاجنبية، الى رقابة اجتماعية، لتفادي الوقوع في مثل هكذا مشاكل، وخصوصاً الاجتماعية منها، حيث انها الاكثر تأثيراً، وصاحبة الاثر السلبي الكبير، الذي يهدد المجتمعات.
كثيراً مانشاهد، ان مثل هكذا حوادث، حصلت في الجامعات الانسانية، مقارنةً بالجامعات العلمية الاخرى، نظراً للانفتاح المفرط، والتسويق لمثل هكذا سلوك، هذا شيء!
الشيء الاخر، ان الجامعات العلمية، والاختصاصات الرصينة، باتت مهددة، بأنتشار هكذا وباء، لان العلاقة التربوية، بين الطرفين، تكاد ان تكون معدومة، ومتسمة بنوع من التذبذ، وعدم التواصل، وهذا يخلق من شخصية الفرد، جانب من الخوف والتردد، وبالتالي سيجعله فريسة سائغة للتناول.
ذكرنا في مقالنا السابق "التحرش وسيلة لبلوغ العنف"، ان مثل هكذا سلوك، يعود الى دوافع نفسية، تقود الفرد الى هكذا اشياء، مدمرة للمجتمعات، فالتحرش او العلاقة الغير شرعية، مرض قد تفشى، ليكون وباء اخر من اوبئة التعليم في العراق، حيث ان الطالب، سيضمن عبوره من مرحلة الى اخرى، مقابل تقديم لذة معينة، وبالتالي سوف تهان الاختصاصات، ويخرج الفرد ليقود المجتمع بهذه الصورة.
المجتمعات الشرقية، وخصوصاً المجتمع العراقي، يشهد حالة من الكبت، وعدم التلاقح الفكري، وهذا السلوك له تأثيرات سلبية، المباشرة منها والغير مباشرة، تتحمل السياسة التربوية المتخذة، في وزارتي التربية والتعليم جانب منها، كيف؟ التعليم يصنع من اطفالنا اليوم، سلاح ذو حدين، ببساطة لو صيرنا الحواضن التربوية، ابتداءاً من رياض الاطفال، وانتهاءاً بالمراحل المتوسطة، تتمتع بحالة من الاختلاط الاجتماعي، مع وجود رقابة اخلاقية، وارشاد تربوي صحيح، سنساهم بحل جزء كبير من المشكلة، لأننا سوف نزرع الثقة بالفرد، ونمكنهم من الوقوف بوجه المشاكل، التي سيتعرضون لها، وبالتالي ننجح في صناعة شخصية الفرد، وترميم مفصل مهم من مفاصل المجتمع. |