بلغني الخبر وأنتَ تستقرّ في القيامة منذ نيّفٍ وأربعين يومًا... فإذا أنا أستعيد شريطَ ذكرياتي في تعرّفي بكَ وفي لقاءاتنا التي أدفأت قلبي على امتدادات حضورنا معًا...
الأستاذ كريم، أَيُّهَا الوجه الباسم. أَيُّهَا القلب المالئ فرحًا، أَيُّهَا القامة الغامرة ملقى الناس، بحرارةٍ وحبّ. لأنتَ في ميعةِ الأحبّةِ، في غمرة الاحتفالات، واستعدادات الأعياد، تتقدّم أخوةً في الخدمة والنشاط، ولا يهدأ لَكَ بال حتى تصلَ إلى الخواتيم المرجوّة.
وفي هذه، لا يمكن تعرّفُ حصارات من دون توأمها... لا يمكن تصوّر القرية من دون ذكر الأستاذ كريم. أمّا الرعيّة، وفي الكنيسة، ينتصب طيفكَ فاعلاً ومنتجًا... نتاج حبٍّ، تَتَرجُم حبّ الله الذي يحرق قلبه بالانتماء إليه في الجماعة الرعاويّة!
وها كنيسة سيّدة البيدر هذه الجديدة، عمرها من عمر اهتمامكَ بإنشائها. ستهتف باسمكَ طالما قامت. وما أحيلاها دُشّنت في حضوركَ الفرِح ومشاركتكَ الجزِلة.
اليوم، تنظر من فوق، من حضنٍ تقتَ إلى تحسّس حنوّ أمومته، حدّ ارتحالكَ في عيد طهارة تكوّنه. رحلتَ من رحم قريةٍ عشتَ تعطيها، ومن قلب كنيسةٍ لم تتوقّف تخدمها، إلى علياء تنشدُ مواعيد أعِدّت لقيامتكَ اشتراكًا في مجدها الدائم، رفقة أحبّةٍ استشفعتهم ههنا، تتشارك اليوم شفاعتهم لنا...
في حصارات، حيث العائلة والأهل، وفي كلّ مكان لَكَ فيه معارف وأحبّة، هتافٌ لا يني يتكرّر: ذكر الكريم دائم إلى الأبد!
|