• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ضياع قلب .
                          • الكاتب : بارعة بيطار .

ضياع قلب

 كان يحرص أن يجلس بجانبي على المقعد الدراسي خلال العام وفي كل عام .....

كان ذكيا جميل الوجه لطيفا محبوباً من جميع الطالبات، لسانه ينطق بأجمل الكلمات ..

كان يمازحني دائما ويشاركني نهفات الاصدقاء ليضحكني ويصر على تعليمي القواعد العربية وأحيانا يتعمد أن يكتب لي بعض من الاشعار على دفتري بخط يده الجميل ويقول سأصبح شاعرا كبيرا يوما ما...احتفظي بها ربما ثمنها يغنيك عن العمل ونضحك كثيرأ حتى أكاد. اشرق من الضحك وأقول له أنت ستصبح شاعر؟!!

فيقول لي نعم ...سأكتب لك قصيدة أتغزل بعينيك ...أبتسم وأخجل وأرتبك وأشيح بوجهي عنه ...فيقول لي ..أمزح معك يا مجنونة. انا اأحبك نحن أصدقاء فقط....

كان دائما يراقبني وأشعر أحيانا أنه يحاول شم عطري الخفيف الذي كانت تضعه لي أمي وأحيانا كان يتمعن في وجهي وكأنه كان يريد أن يحفر صورتي في مخيلته ...!!!! 

كنا نلتقي في الحديقة العامة خلال العطلة الصيفية....نضحك ونثرثر عن الاصدقاء

ذات يوم رأيته مرتبكاً فسألته : ما بالك؟!! ...ما الامر ! !!!

صارحني ٱنذاك بأنه يحبني فضحكت كثيرا ظنا مني أنه يمازحني لكنه كان ينظر الي بجدية كبيرة لم أراه بهذا الوجه من قبل....

خفت من جهلي للحاء. والباء ...إرتبكت وهربت من خوفي إليه محاولة للجوء إلى ذراعيه ليهدأ روعي ويخف نبضي لكني تعثرت فظن اني أهرب منه ....

تعمد التجاهل والغياب وشاءت الظروف أن ترحلت عن الوطن لكنه بقي في قلبي وما نسيته ....حاولت الاتصال به لابكيه شوقا ...لكني سمعت أنه يعيش قصة حب مع احدى الصديقات التي لا تحتاج المساعدة في القواعد العربية.... فرحت لفرحه وتمنيت لقلبه السعادة وأبحرت بعيداً لكن ذكراه وصورته ما زالت في الذاكرة وعطره ما زال يزكم خمرا لانفاسي ...

عشقت الحرية حتى أصبحت أسيرة الخوف 

من القيود .....عذرا منك يا قلبي فأنا متشردة حتى الأن بين الحاء والباء ......

 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89259
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15