البشر متشابهون
في العالم الافتراضي حتى وان اختلفت بيئتهم
فالامريكان البيض لا ينخرطون في المجاميع الافتراضية السوداء لانهم لا يطيقون التجريح.
و السود كذلك يتجنبون احقاد البيض في صفحاتهم التواصلية
تماما مثل المسلمين السنة و الشيعة يتجنب الطرفان الوغول في مجاميع بعضهم البعض و ان وغلوا فلن يلبثوا طويلا
في كل دولة في العالم تقريبا تجد هذا النفس الانعزالي ولو بنسبة
تجده بين مؤييدي الاحزاب الحاكمة المتنافرة
تجده بين اهل الريف و الحضر
تجده بين اهل السوق و السوقة
التشابه بين البشر لا يتوقف الى هذا الحد
فالنساء في اغلب الاحيان وفي كل المجتمعات لا تميل الى طلب صداقة النساء في التواصل الاجتماعي و لا تقبل الصداقات الا من الرجال (في الغالب) وليس على الاطلاق
و الرجال كذلك (في الغالب) لا يسرهم ان يفنى رصيد صداقاتهم ال ٥٠٠٠ على الفيسبك مثلا بغالبية ذكورية بل يفضلون ان تكون غالبية اصدقائهم من الجنس الناعم
الناشطون الفيسبكيون من مثقفين و من مشاهير في الاعم الاغلب يترفعون عن التعليق او التفاعل في صفحات بعضهم البعض حتى لو اعجبهم شيئا.
بل ان اغلبهم لا يتفاعل مع صفحات جمهوره و متابعيه .... ذلك ليس في الفيسبك الشرق اوسطي فحسب بل اينما وصلت شباك تلك الشبكة
التواصل الشخصي على الماسنجر و الواتساب و غيرها يكون في الليل اكثر لهباً و استعاراً و دفئاً بين الجنسين فيظهر كل من الطرفين افضل ما عنده من الكلمات و المُثل و الجمال الفكري.
في الليل عادةً يرمي الماسنجر اول سهم يصيب خاصرة الاسرة اينما كانت و في اي مجتمع و ليطعن الحياة الزوجية بالصميم
الكاتب الحر دائما يكتم اكثر مما يبوح به
ففي العالم الغربي يتوجه الذوق العام نحو الفكاهة و الايجابية و الفن
فلا يستطيع الكاتب الحر ان يسلط الضوء كثيرا على قضايا مثل المشردين الهوملس او ان ينشر صور و اثباتات عن مجزرة بشرية في مكان ما او عن هموم الناس في اماكن اخرى من نفس الكوكب لانه سيواجه بالملامة و النفور و فقدان الجمهور تدريجيا.
نفس الشيء في العالم المنكوب مثل الشرق الاوسط مثلا
فحين يكتب الكاتب الحر عن التربية او الفن او جمال الطبيعة فانه لن يجد الكثيرين من المتذوقة لان المجتمع مُتعَب و منهك بما خلفته الصراعات و الواقع المرير.
لكن من اغرب اوجه التشابه بين بنو البشر في مواقع التواصل الاجتماعي
هو انك حين تدخل صفحات اي بلد
تجد ان كل مجتمع يظن انه الوحيد الذي يحمل تلك الصفات المعقدة و التوليفة الغير منسجمة.
فالعراقيون يظنون انهم المجتمع الوحيد الذي فيه شد و جذب بين طائفتين او انصار حزبين حاكمين.
و المصريون يظنون نفس الظن بمجتمعهم فيما يخص الانوثة و الذكورة و الاحزاب ايضا.
و هكذا الخليجيون و الامريكيون و كل مجتمع
بالنتيجة
فالبشر متشابهون افتراضيا و ان اختلفت بيئتهم الواقعية.
٢٤/١/٢٠١٧