عندما يعطل الانسان المشاعر الروحية في داخله ويكون كل همه المادة ينسلخ من إنسانيته فيكون انسان فاقد للمشاعر والاحاسيس وان كان حائز على اعلى الشهادات ومن أرقى جامعات العالم والأكثر من ذلك انه يعاني من ازمة نفسية فيستغل حاجة الناس اليه فيتعامل بأسلوب مادي يثقل كاهل الفقير الذي يكون أمواله غنيمة في جيبه ، وجسده حقل لتجاربه التي غالبا ما تكون فاشلة هكذا هو الطبيب العراقي يعيش بانعزالية تامة عن آلام وهموم المجتمع ولايقدم مساعدة لاحد الا بعد استلام المال بعكس باقي شرائح المجتمع التي تتصدى كلًا حسب مهنته لأي حالة بالنيابة عن الاخرين كما يتصدى اليوم رجال القوات المسلحة الاشاوس والحشد الشعبي الابطال لقتال الفرق الاجرامية الضالة بالنيابة عن الشعب ودفاعا عنه. في هذا البلد الذي يعاني من الازمات والحروب والامراض الفتاكة يعمل الجميع من اجل الجميع الا الاطباء يعملون من اجل أنفسهم حيث ان الغالبية العظمى من هذه الشريحة المحترمة في المجتمع لم تحترم مهنتها تلك المهنة الإنسانية ولم تعطِ قيمة وهيبة للمعطف الأبيض الجميل الذين يزين اكتافهم والذي يرمز للعلم والشفاء وحتى هذا المعطف لم يعد ذات أهمية من قبل الأطباء أنفسهم لان الغالبية لا ترتديه الا اذا زار مسؤول رفيع المستوى المستشفى او المركز الصحي لأن نظرة الطبيب العراقي الى هذه المهنة نظرة مادية تجارية بعكس المفهوم العالمي لهذه المهنة النبيلة حيث لم يتصدَّ للمسؤولية المناطة اليه بحب وإخلاص خصوصا في المؤسسات الصحية الحكومية حيث التأخير وعدم الالتزام بساعات الدوام الرسمي والمزاج السيئ بسبب تعاليه وتكبره حيث يحتاج كل طبيب الى طبيب نفسي يعالج التكبر والغرور الذي هو مصاب فيه والتصرف غير اللائق مع المريض وذويه اثناء ممارسة العمل متجاهلين أهمية هذا العمل عند الله تبارك وتعالى والنية الخالصة فيه اليه سبحانه وانه احياء للنفس الإنسانية ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) وملاطفة المريض بكلمة وإدخال السرور على قلبه هو من احب الاعمال الى الله تبارك وتعالى قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (أحبُّ الأعمال إلى الله سرور تدخله على المؤمن، تطرد عنه جوعته، أو تكشف عنه كربته) وعن أبي عبد الله عليه السلام (أوحى الله عزَّ وجلَّ إلى داوود (عليه السلام)( إنَّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي ، فقال داوود: يا ربِّ وما تلك الحسنة؟ قال : يُدخِل على عبدي المؤمن سروراً ولو بتمرة، قال داوود: يا ربّ حقَّ لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك ).
اما العيادات الخاصة فأنها تخلو من الرحمة والشفقة والإنسانية فضلا عن المساعدة والايثار من خلال ارتفاع تسعيرة الأطباء (الكشفية) قسوةً أقسى من خطورة المرض على المريض! وكذلك إلزام المريض على شراء الدواء (العلاج) من صيدليات خاصة بالاتفاق مع أصحاب تلك الصيدليات مقابل نسبة من الأرباح مما يجعل الصيدلاني يضاعف سعر الدواء من اجل استخراج نسبة الطبيب المعالج لذا ترى سعر نفس الدواء يختلف من صيدلية لآخرى ومن مريض لأخر حسب الطبيب الذي يطلب سعر معين والى الان لم تتدخل نقابة الصيادلة لحل هذه المشكلة وتوحيد أسعار الادوية كما في لبنان وبعض دول العالم ومما يندى له الجبين هو انعدام الحياء لدى بعض الأطباء حيث يقوم بالمماطلة والتسويف في معالجة المريض في المستشفيات الحكومية حتى يضطر المريض لمراجعته في المستشفيات الخاصة (الاهلية) وبأسعار باهظة ويبقى المريض بين صراعين صراع الموت الذي هو على شفا حفرة منه وصراع الأطباء الذين يمتنعون عن اسعافه ما دام لم يمتلك المال الكافي للعلاج ! كل هذه الجرائم الأخلاقية يتحملها البرلمان والحكومة ونقابة الأطباء وكل من له صوت مسموع ومؤثر في المجتمع والتزم الصمت إزاء هذا الجشع والاستغلال لأنهم سوف يُسألون عن أرواح رحلت الى العالم الاخر نتيجة التقصير والإهمال من قبل الطبيب ومع ذلك يطالب الأطباء بوضع قانون لحمايتهم
حتى تزداد معاناة المرضى الراقدين في المستشفيات وترتفع أسعار (الكشفيات) لزيادة الم المواطن؟
الى الله المشتكى من حكومة تتآمر على شعبها ووجيه تجاهل معاناة قومه وتركهم بين المطرقة والسندان يتجرعون لؤم اللئام ومؤسسة أهملت واجبها الشرعي والوطني وطبيب يقسو على انسان أنهكه المرض ولم يمد له يد العون ولايدري ان هذا الجفاء منه اتجاه المريض اسلبه للعديد من التوفيقات الإلهية ابسطها انه لم يجرِ الله تعالى على يديه الخير للناس.
وأخيرا نوجه تحية إجلال واكبار لكل طبيب ماهر عمل وسهر على راحة المرضى لم يغتر ولم يفتر في خدمة الراقدين وتقديم المساعدة لهم ويعتبر هذه المهنة جهاد لا يقل عن الوقوف في السواتر الامامية للجبهة دفاعا عن الانسان وهم كُثر في هذه الشريحة النجيبة الا ان الجشعين استولوا على زمام الأمور فأحدثوا الفوضى والارباك بسبب ضعف القانون وغياب الرقابة الداخلية للإنسان. لذلك لا بد ان يستنهض إنسانيو هذه الشريحة ويعيدوا للطبيب هيبته من خلال نبذ كل ما هو مخالف لأساسيات الطب وإعادة مفهوم مهنة الطب بصورته البراقة أو المعمول بها في الدول المتحضرة وهو سلامة الانسان أولا. |