يبدو لمن تابع خطاب التنصيب الذي القاه ترامب اليوم امام الالاف انه ركز على مجموعة من الامور اللافتة للنظر و يبدو ان كلامه تمحور حول معالجة المشاكل الداخلية لامريكا و بنى على ذلك نظرته الاستراتيجية لما ينبغي ان تكون عليه امريكا في المستقبل
و بطبيعة الحال فأن تركيز ترامب على المشاكل الداخلية و خصوصا قضايا الاقتصاد و البطالة يكشف عن وجود ازمة عميقة و متنامية تعيشها امريكا و يبدو ان خطاب ترامب جاء للايحاء للشارع الامريكي انه يستشعر تلك الازمة و عمق تأثيراتها.
كما ركز الرئيس الجديد على دعم الاقتصاد و حماية الحدود و خاطب العمال الاميركيون بخطاب يداعب المشاعر اذ بين انه لن يسمح للمصانع ان تهاجر خارج امريكا و تترك ورائها الاف العمال العاطلين عن العمل
و بدا ان ترامب سيحاول ان يقود سياسات انكماشية تجاه مشاكل و قضايا العالم و ابدل سياسات التدخل و التأثير المباشر بصنع النموذج القوي الذي سيجعل العالم يحتذي به كما جاء بخطابه و بالنتيجة فأنه من الواضح ان هذه السياسات ستقود الى عالم تظهر فيه التعددية القطبية بوضوح شديد بدلا عن القطب الاوحد امريكا و اذا ما قدر لترامب المضي بسياساته التي اعلن عنها فسيكون للقوى التي تزاحم امريكا فرصة ذهبية لشق طريقها بأتجاه المشاركة في صناعة الحدث العالمي و توجيهه بما يخدم مصالحها .
روسيا و الصين هما اكثر دولتين ستجدان نفسيهما امام امر واقع لمليء الفراغ الذي سيخلفه الغياب الجزئي لامريكا عن الحدث العالمي .
اعتقد ان نظرة ترامب و تفكيره اقل من ان تستوعب الوضع الامريكي شديد التعقيد و لذلك فنحن امام دورة رئاسية غير ناجحة في اعتقادي. |