• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حوار الطرشان / في ولاية خرابستان .
                          • الكاتب : عبد الجبار نوري .

حوار الطرشان / في ولاية خرابستان

 توطئة / المناضل : من آمن أن يكون أول المضحين وآخر المستفيدين ، السياسي :من عمل كي يكون أول المستفيدين وآخر المضحين { قالها عتال في سوق المغايز بالبصرة ---- عاش مناضلاً وبقي مناضلاً }
المضمون /الكلام عن البصرة ، رباه ليست اليوم هي البصرة التي أعرفها ثغر العراق الباسم ، أم العراق ، خزانة العرب ، عين الدنيا ، قبة العلم ، مدينة حسن البصري وأبي الأسود الدؤلي ،  ومطرمطر السياب  و فينيسيا الشرق توأم البندقية وكازابلانكا ، وهي الفيحاء أم النخيل والشناشيل ، وفسيفساء شعب طيّب خليط من كل الأعراق وبشعور أنساني فطري بين قطبي الوطن القومي والديني يعزفون معاً أروع قصائد الأبداع وكأنّها بصوت فيروز الملائكي وهي تستوحي Mozart  40 تشدو " بيا أنا وياك " ، و شعبٌ حاتمي السجية (مالاً) حين تموّلْ العراق ب80% في ميزانيتها و( دماً ) في أنتفاضتها الشعبانية الباسلة ضد الطغاة وتضحياتها بأكثر من عشرة آلاف شهيد في حشدها الشعبي المناضل ضد الأرهاب الداعشي هذه هي البصرة التي أعرفها --- ولا يسعنا ألا أن نردد كلمات بلبلها المغرد فؤاد سالم (مشكووووووره ما كصريتي ).
وللآسف الشديد والألم يعصف بكياني حين أرى بصرتنا الحلوة اليوم تتمزق وتعلن أفلاسها مالا وخلقاً ، متجلببة بثياب الشيطان بنداوة أخلاقية وضمور فكري شهيقها سرقة ونصب وأحتيال وكراهية ، وزفيرها التهريب والرشوة والخطف والأبتزاز ، وألغاء الآخر وتسقيطه بل قتله بدمٍ بارد ، وتقدم الوباء المسرطن في جغرافيتها لتتحوّلْ إلى رقعة مافيات عشائرية متقاتلة بالسلاح الأبيض والأسود  وميناء لبيع الأنسان بأعضاءه ولحمه الحي ، والرشوة وشراء الذمم وبيع السيطرات والمنافذ الحدودية وفرهدة المال العام ، والأنحدار الذي لا قاع لهُ للحكومة المحلية المتسمة بالسلبية والذيلية لرؤساء كتلها لا للعراق وذات هويات منسلخة من موجات الفوضى حسب نظريات التفكيك والأنقسام ، وفوضى تدميرية بقيادات متعددة ولاءها لسماسرة السلطة والدم ، وصدق سيد المتقين (علي) حين وصف فئة (المنافقين ) و(الأنتهازيين ) في جيشه في البصرة { -- يا أشباه الرجال ولستم برجال ، أخلاقكم رقاق ، وعهدكم شقاق ، ودينكم نفاق ، وماؤكم رعاق ، والمقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه ، والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربه} .
وأصبح سياسيو البصرة مفتقدون المشروع المستقبلي في تحقيق آمال الشعب البصري أن تكون المدينة أقليماً لتحقيق ذاتها أو المدينة الأقتصادية للعراق كدبي وأسطنبول وجُرّفتْ تلك الأمال والأحلام الممنوعة أمام تسونامي البنيوي الكتلوي والفئوي ونسيان الوطن في خبر كان ياما كان في قديم الزمان أن هناك وطن ( كزهرة في بستان )  في بلاد مسيوبوتيميا وتحولت اليوم إلى بلاد ( خرابستان ) ووصلت الكارثة (بالبعض)الذين ضمائرهم أسيرة شهوة المال إلى بيع نخلة ( البرحي) ،( وزميج) أرض الوطن الى الكويت ودبي لقاء ثمن بخس .      
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88657
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13