• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ظلم ذوي القربى .
                          • الكاتب : محمد المبارك .

ظلم ذوي القربى

 
العلاقات بين بني البشر حالة ملحّة وحتمية وقد كررنا قول علماء الاجتماع أن الإنسان اجتماعي بطبعه ، وتبنى هذه العلاقات على أسس متعددة قد تكون أحياناً جيدة فتستمر وتتوطد وأحياناً العكس.
 
وهكذا هي العلاقة بين الأقارب وأبناء العمومة فقد تبنى على ما هو متين فيتعاضد الأقارب فيما بينهم وأحايين أخرى تكون العلاقة هشة فسريعاً ما تتكسر ولاسيما إذا كان أحدهم قد اعتدى على الآخر بالظلم والعدوان فهنا تكون المأساة مضاعفة لأنه قريب وابن عم فبدلاً من أن يوآزرني يبدأ هو بظلمي وكأنه لم يسمع ( أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ) فظلم القريب ولاشك أشد ظلماً وفتكاً من الغريب وصدق طرفة بن العبد حين قال :-
 
     وظلم ذوي القربى أشد مضاضة  .....   عليّ من وقع الحسام المهندِ
 
وللأسف مِن القلة أن ينجو أحد منّا من ظلم الأقارب فقد وقعنا فيه كما وقع فيه غيرنا ، كنت قد كتبت موضوعاً منذ بضع سنين مضت لم يتوافق ومزاج أحد الأقارب فسّره على أنه لا يتماشى وسلطة عقله!!
 
فلم يترك الرجل كلمةً لم يجلدنا بها من الاتهام بالنفاق والتزلف للآخرين ومحاولة إرضاء الغير وغيرها من الكلمات والأوصاف التي لم ولن نصفها به على الرغم من أنه جاءت فترة كان يكتب فيها.
 
وعلى كل حال هذا إذا حدث من الأهل والأقارب فهذا ليس بمستغرب ولسنا بمنأى من ذلك إذا كان قد حدث هذا للأنبياء وأبناءهم وللنبي يوسف عليه السلام في قصته خير شاهد على ذلك.
 
أخيراً نقول أن عمل الخير جيد وطيب ويكون أطيب من الأقارب لقربنا منهم وعمل الشر والسوء سيء ويكون أسوء إذا صدر من الأقارب لقربهم منا كذا قال أحد أئمة السلف لأحد أصحابه.
 
نسأل المولى الكريم أن يبعدنا عن الخلل والزلل ويقربنا من الخير وعمله ويكون ونكون خير عون لصحبنا وأهلونا من أن نقع في المحظور أنه لما يشاء قدير.
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88376
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13