أشرعت سفينة الإنسانية بعيداً في بحر حتفها !
ماذا تركت ورائها ؟!
بحراً من الكدمات يتطاير فيه رذاذ نزفها !
فأوغلت في حزنها ..
تقارع كأس الإنكسار باحثة عن ذاتها !
ضائعة تلك الإنسانية ما عساها أن تقول ؟!
وهي بالكاد تلتقط أنفاسها ..
من حرب إلى حرب مساقها !
والطفولة صريعةً تسيل دماءها ..
فتُزْهر من جديد بطهرها !
فتمر الأيام وترحل السنين ..
بحزنها وشقائها إلى أروقة نسيانها !
فسُألت الأيام أين الرحمة ذهبت ..
فأجاب الإنسان أنا من أضاعها !
فنادت الرحمة هاربة تستنجد بالسلام ..
يا أيها الإنسان أين إنسانيتك وأين مسكنها ؟
فظل حائراً لا يعرف ماذا يجيب سؤالها !
فأجابته خائبٌ أنت تعيش على الموت ..
وزمجزة البواريد تؤنسك أصواتها ..
فيا عجباً كأن الخيال جزءاً من واقعها !
فكيف للسلام أن يزورنا ..
وأنت لا تراعي حصاد الأرواح وشتاتها !
ككواسر في الغابات تنقض على فرائسها !
فكف واحترس على إنسانيتك من ضياعها ! |