• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحرب القذرة ..من خلال الصورة ..!! .
                          • الكاتب : عبد الهادي البابي .

الحرب القذرة ..من خلال الصورة ..!!

 من الذي له علاقة بتكتيكات الإعلام مثل بعض الصور واللقطات ذات الحساسية التي تثير المشاعر لدى الرأي العام ولدى حتى المؤسسات السياسية صاحبة القرار في العالم ..؟؟
وهل ينطلي على العقل العراقي مارّوج له ويتم قبوله بتقرير مصور (مفبرك ) على أنه حقائق دامغة لفعل قد حدث ؟..وكيف تصبح هذه الكذبة المفبركة هي القناعة التي يستسلم لها الجميع ..وتصبح بعد ذلك إلتزامات أخلاقية عند مصادر القرار السياسي في العراق والعالم .!!
أغلب الإعلام العربي - وحتى الغربي- الموجه ضد العراق أصبح يخضع لإستراتيجية سياسية ولكنها تنفذ بتكتيكات وتقنيات إعلامية معينة ..وهذا النوع من الإعلام يعتبر ذراعاً من أذرع الحرب التي تُشن على العراق بشكل وحشي  ..لإن ذلك الإعلام هو إعلام يخضع لمن يملكه ويموله ...وأغلب قنوات الإعلام العربي ومؤسساته اليوم يسيطر عليها اللوبي السعودي والمال الخليجي بشكل شبه مطلق ..كما ونجد أن هذا الإعلام العربي الوهابي (القذر) قد تأثر بستراتيجيات الإعلام الغربي القائم على التظليل والتزييف والفبركات وقلب الحقائق ..
والإعلام الغربي بدوره قائم على قواعد أسياسية وضعها السياسي اليهودي البريطاني اللورد آرثر بونسومبي (1871 - 1946).. وجمعها في كتاب أسماه : (التزييف في زمن الحرب) ..وقد ضّمن بونسومبي كتابه عشرة قواعد ولكن أهمها إربعة قواعد حيث بني عليها الإعلام الحربي الغربي منذ الحرب العالمية الأولى :
القاعدة الأولى : نحن لم نرد الحرب ولكنها فرضت علينا ..!
ولطلما سمعنا هذا الإدعاء الزائف من الولايات المتحدة عندما تغزو بجيوشها الجرارة بلداناً وشعوباً تبعد عنها آلاف الأميال..فكيف تفرض الحرب على دولة هي بعيدة جداً ولاحدود جغرفية معها .!؟
القاعدة الثانية : شخصنة العدو ..ونحن رأينا كيف أن قضية حرب الكويت ركزت على شخصية الرئيس صدام حسين..جيش صدام ..أزلام صدام ..أعوان صدام ..قصور صدام ..سجون صدام .وغيرها ..واليوم تتبعها وسائل الإعلام الغربية بالحديث عن القضية السورية .واالتركيز على شخصية الرئيس بشار الأسد ..جيش الأسد .طائرات الأسد ..شبيحة الأسد ..حلفاء الأسد ..وكأن الحروب ليست على الدول وأراضيها وشعوبها بل هي موجهة ضد أشخاص فقط ..وهكذا كان الأمر مع القذافي ومع بقية الزعماء الذين لايروقون للغرب .. وعلى نفس النغمة والتزييف سار الإعلام العربي أيام حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ..فصار الجيش العراقي (جيش المالكي ..قوات المالكي ..حكومة المالكي ...وزراء المالكي ) وهكذا .وكذلك اليوم تقوم اجهزة الإعلام السعودية بشخصنة حرب اليمن ( مليشيا الحوثي ..سلاح الحوثي ..وزراء الحوثي ..) وهي تقتل وتقصف كل الأراضي اليمنية وتقتل الشعب اليمني يومياً تحت هذا العذر الشائن .!
القاعدة الثالثة :التركيز على الدوافع الإنسانية ..ففجأة نرى الغرب وإعلامه وسياسته يتفطر قلبه على المآسي في العراق وسوريا وإيران ..وكأن الغرب لم يرتكب فضائع في هذه المنطقة وإحتلال لبلدانها وتدمير بنيتها التحتية ..وعليهم أن يقوموا بالتظليل الإعلامي بتركيب الصور ...واللجوء إلى وسائل الإتصال الحديثة الفوتوشوب وغيرها لكي ينفذون هذا البند تحت دوافع إنسانية ..!!
القاعدة الرابعة : نشر روايات عن فضائع وجرائم بشكل مكثف.. ونحن كنا نشهد تطبيقاً دقيقاً لإعلام  الحرب الغربي على منطقتنا منذ التسعينيات وحتى اليوم ..!!
كما ويقول الإعلام الغربي ويصرح بعدة أكاذيب منها : أن العدو يرتكب جرائم عن سابق إصرار وتصميم ، أما أخطاؤنا فهي خارجة عن إرادتنا..العدو يستخدم الأسلحة المحظورة...العدو هو كيان مرفوض..غاياتنا نبيلة وإنسانية ...قضيتنا مقدسة ومحقة وعادلة .؟.وهكذا سلسلة من الأكاذيب والفبركات التي تهيج الرأي العام وتؤثر على مصادر القرار العليا كمجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظماتها التي تعنى بحقوق الإنسان ..!!
وآخر الفبركات المفضوحىة لهذا الإعلام ( إعلام الحرب) قضية  إختطاف الصحفية (أفراح شوقي)  ومارافقها من مد إعلامي عربي وغربي وعراقي غير مسبوق إستهدف الحشد الشعبي العراقي والأجهزة الأمنية العراقية ..وأثمر هذا التظليل والتزييف عن تقرير إدانة  صدر من الأمم المتحدة يعتبر فيه أن الحشد الشعبي مليشيا تقوم بخطف والناس وتعذيبهم.!
وهكذا يبقى الإعلام الغربي ومن خلفه الإعلام الوهابي العربي أسيراً لقواعد (بونسومبي) في التظليل والتزييف وفبركة الأحداث والوقائع طالما هناك سياسة ومصالح تقتضي ذلك وطالما هناك مصادر مادية قذرة تضخ لهذا الإعلام المليارات وتمونه بكل أسباب البقاء والأستمرار ..!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88127
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13