يطرأ على الإنسان الكثير من الأحاسيس منها السلبي والإيجابي ونتيجة الصراعات الداخلية التي يمر بها الإنسان تتولد له مشاعر سلبية مثل الاكتئاب ، فلوضع مسار صحيح لشخصية ما ، يجب الوضع بعين الاعتبار جميع السلوكيات الممتزجة في كيان هذه الشخصية وتسليط الضوء على هذه السلوكيات بتنمية إيجابياتها وعلاج سلبياتها لصنع إنموذجاً رائعاً للشخصية ، والعكس صحيح اذا تركنا الحبل على غاربه ظهرت تلك السلبيات في هذه الشخصية المتأثرة بالمحيط ، بإعتبار الشخصية دائماً ما تراها شغوفة بالحياة فإذا ما واجهت أحاسيس سلبية مثل الاكتئاب انطوت على نفسها وأثرت سلباً على واقع الحياة ، ولهذا الإحساس أسباب كثيرة تنوع مفادها .
فتارة تتعلق الأسباب بالظروف المجتمعية المحيطة : مثال هذا الضغط والتوتر الذي يمارسه الأشخاص على الآخرين ينقل إليهم الاكتئاب . وتارة تتعلق بالأسرة ، فالأسرة الغير سليمة المنشأ ينشأ فيها أفراد يعانون من خلل في التفكير ومكتئبي الشخصية وتارة تتعلق بالعامل الوراثي وأخرى بإظرابات شخصية تتعلق بالشخص نفسه ، فإذا لم نضع الحل المناسب والناجع لهذه الأسباب أصاب الشخصية التشتت والتشويش واستعمر فكرها الانطواء على الذات وفقدت بريقها الذي يجعلها تنتقل من السلبية إلى الإيجابية ، فلابد من استخدام العلاج السلوكي والنفسي لتحييد وتقييد هذا السلوك المؤثر سلباً على الشخصية وتحسين القدرة الفكرية والاجتماعية للشخص ومعالجة هذه العوامل ضرورية من ضروريات النجاح ، ففي ذات يومٍ جاء شخص إلي وسألني كم أنت مكتئب :
كم أنت مكتئب
مكتئب يسألني ..
ما الذي تحب أن تراه وأنت كل شيء لا يعجبك ...
كيف تعشق الحزن ومن علمك كل هذا ...
فأنا آراك تائه في ليلٍ طويل لا شيء يطربك ..
وتقول أن الحياة بسيطة لا ترتقي لما أريد ..
وقد تاه في أيامها مركبك ...
فقلت له إنك تراني مثلما تريد لأنك مرتبك ...
فتسألني ما الذي يعتريك ؟ ...
فأجبت انتبه لنفسك كم هو الحزن يغلبك ...
فتبكي حين يزهو الربيع والحزن يلهبك ...
فسألتني كيف عرفتني ؟ ..
وحيدٌ خائب تصاعدت منك ألسنة الألم كل يوم أرقبك ..
وتسألني كيف أعرفك ..
آراك ناقداً تشد أشرعة الاكتئاب مسافراً إلى كوكبك ..
ثم ماذا تسألني ...
أتحسب يا شاعري إني كرهتُ التمني كالذي يراك به يلقبك ..
نحن لسنا دمى تنقل إلينا أوجاعك وآلامك التي ترعبك ...
أبحث عن مسكن آلامك بعيداً عن كبريائك الذي يعاقبك ..
أكتفي بالكلام عنك أيها المكتئب كي لا أطيل فأتعبك ..